للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تخفيف همزة «أنتم» بعد ألف «ها» لأن الألف يقع بعدها الساكن، فأحرى أن يقع بعدها ما يقرب من الساكن، وهو همزة بين بين. ولا يحسن أن يقدّر البدل في الهمزة الثانية، في قراءة ورش، لئلا يجتمع ألفان، على أن يجعلها هاء، دخلت على «أأنتم». فإن قدّرت الهاء بدلا جاز أن تقدر لورش البدل في الثانية.

كما جاز ذلك له في «أأنذرتهم» ونحوه، وبين بين أقوى في العربية (١). في ذلك كلّه لورش.

«٤١» وحجة من قرأ بالمد والهمز أن أصله عنده «أنتم» دخلت عليه «ها» التي للتنبيه، وبقيت همزة «أنتم» محققة، [على أصلها، ولا يمدها البزي لأنها من كلمتين، ويجوز أن يكون أصله] (٢) «أاأنتم» بهمزتين محققتين، بينهما ألف، للفصل بين الهمزتين، ثم يبدل من الهمزة الأولى «ها»، فتتصل ألف الفصل بالهاء، وفيه بعد، إن حملت قراءة البزّي على هذا، لأنه ليس من أصله أن يدخل بين الهمزتين ألفا. والوجه الأول أولى بقراءة البزّي، وعلى ذلك تحمل قراءة الكوفيين وابن عامر، إلا هشاما فإنه قد (٣) يدخل بين الهمزتين ألفا، في غير هذا، فيجوز أن يحمل هذا على أصله في غيره، فتحمل قراءته على الوجه الثاني. والاختيار ما عليه الجماعة، من المدّ والهمز، وهو وجه الكلام وعليه المعنى (٤).

«٤٢» قوله: (أن يؤتى) قرأه ابن كثير بالمدّ، ولم يمد الباقون.

«٤٣» وحجة من مدّه أنه أدخل ألف الاستفهام على «أن»، ليؤكد الإنكار الذي قالوه، يأنه لا يؤتي أحد مثل ما أوتوا، لأن علماء اليهود قالت لعامتهم:

لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، أي: لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم. و «أن» في موضع رفع على قول من رفع في قولك: أزيد


(١) ب: «والعربية» وتصويبه من: ص.
(٢) تكملة لازمة من: ص.
(٣) لفظ «قد» سقط من: ص.
(٤) زاد المسير ١/ ٤٠٣، وتفسير النسفي ١/ ١٦٣، وكتاب سيبويه ١/ ٤٤٥.