للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لغتان، بمعنى المشقة (١) والإجبار (٢).

«٢٥» قوله: (مبينة، ومبينات) (٣) قرأ ابن كثير وأبو بكر «مبيّنة» بفتح الياء، وكسرها الباقون. وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي «مبيّنات» بكسر الياء، وفتح الباقون، وذلك حيث وقع.

«٢٦» وحجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله، أي يبين، أي يبينها من يقوم فيها وينكرها، ويبين الآيات أنها آيات، أي يبينها الله أنها آيات.

«٢٧» وحجة من قرأ بكسر الياء أنه أضاف الفعل إلى الفاحشة، لأنها (٤) تبين عن نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها، وتبين الآيات عن نفسها أنها آيات لإعجازها. و «الفاحشة» الزنا (٥) في قول الحسن والشّعبي، أي: إن زنت المرأة بزنى أخرجت للحدّ، وصلح الخلع. قال عطاء الخراساني (٦): هو منسوخ، كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كل ما ساق إليها، فنسخ ذلك بالحدود. وقال الضحّاك (٧) وقتادة: الفاحشة النشوز: إذا نشزت


(١) ص: «في المشقة».
(٢) ب: «وفي الإجبار» وبطرح الخافض وجهه كما في: ص. وانظر الحجة في القراءات السبع ٩٧، والتيسير ٩٥، وزاد المسير ٢/ ٤٠، وتفسير النسفي ١/ ٢١٥، وتفسير غريب القرآن ١٢٥، وكتاب سيبويه ٢/ ٢٦٨، وأدب الكاتب ٤٢٤.
(٣) أول الحرفين في سورة الأحزاب أيضا والطلاق (آ ٣٠، ١) والثاني في النور (آ ٣٤) وسيأتي نظير الأول في سورة الطلاق، الفقرة «١».
(٤) ب، ص: «انها» فوجهتها بإضافة الجار.
(٥) تفسير غريب القرآن ١٢٤.
(٦) هو ابن أبي مسلم كما ذكر خليفة بن خياط، وابن عبد الله كما ذكر الذهبي، له رواية عن بعض الصحابة والتابعين، وصفه الذهبي بكثرة الإرسال، (ت ١٣٥ هـ) ترجم في الطبقات ٨٠١، وميزان الاعتدال ٣/ ٧٣
(٧) الضحاك بن مزاحم، تابعي، مفسر، وردت عنه الرواية في حروف القرآن، سمع سعيد بن جبير وروي عن أبي هريرة وابن عباس، وعنه قرة بن خالد وعبد الرحمن ابن عوسجة، (ت ١٠٥ هـ)، ترجم في الجرح والتعديل ١/ ٤٥٨/٢، وطبقات ابن سعد ٦/ ٣٠٠