للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لا تتنكّر أبدا كما تتنكّر «الفتنة»، وتنفصل عمّا أضيفت [إليه] (١)، لا سيما إذا قرئ «يكن» بالياء، فهو أقوى في نصب «الفتنة»، لأنه قد بان أن الفعل ل «القول» بالتذكير، والاختيار القراءة بالتاء، ونصب «الفتنة»، لأنها هي القول في المعنى [ولأنها بمعنى العذر] (٢) ولأن «أن» وما بعدها أعرف، لأن على ذلك أكثر القراء (٣).

«٧» قوله: ﴿وَاللهِ رَبِّنا﴾ قرأه حمزة والكسائي «ربنا» بالنصب على النداء المضاف، وفصل به بين القسم وجوابه، وذلك حسن، لأن فيه معنى الخضوع والتضرع حين لا ينفع ذلك، وقرأه الباقون بالخفض، على النعت ل «الله» ﷿، أو على البدل (٤).

«٨» قوله: (ولا تكذّب، ونكون) قرأه حفص وحمزة «ولا نكذب» بالنصب، وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص «ويكون» بالنصب، ورفعهما الباقون.

وحجة من نصب أنه جعل الفعلين جوابا للتمني، لأنه غير واجب، ليكونا داخلين في التمني، على معنى أنهم تمنوا الردّ، وترك التكذيب، والكون من المؤمنين، والنصب بإضمار «أن» كما تنصب في جواب الاستفهام والأمر والنهي والعرض، لأن جميعه (٥) غير واجب، ولا واقع بعد، فينصب الجواب مع الواو، كأنه عطف على مصدر الأول، كأنهم قالوا: يا ليتنا يكون لنا ردّ، واتنفاء من التكذيب، وكون من المؤمنين، فحملا على مصدر «يرد» في


(١) ب: «عما أضيف» والتصويب والتكملة من: ص.
(٢) قبل هذه التكملة المستدركة من «ص» إحالة على حاشية «ب» لكنها امّحت.
(٣) زاد المسير ٣/ ١٦، وتفسير ابن كثير ٢/ ١٢٧، وتفسير النسفي ٢/ ٧، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٣١ /أ - ب، وكتاب سيبويه ١/ ٣٥، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٦٦ /أ.
(٤) التبصرة ٦٦ /ب، والتيسير ١٠٢، والحجة في القراءات السبع ١١٢، وزاد المسير ٣/ ١٧، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٣١ /ب.
(٥) ب: «جمعه» ورجحت ما في: ص.