للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٨٤» وحجة من نصب «ميتة» أنه أضمر في «كان» اسمها، لتقدّم ما يدل عليه، ونصب «ميتة» على الخبر.

«٨٥» وحجة من رفع «ميتة» «أنه» جعل «كان» بمعنى «حدث ووقع» تامة لا تحتاج إلى خبر، فرفع «ميتة» ب «كان»، وحمل التأنيث على لفظ «ميتة» (١).

«٨٦» قوله: ﴿تَذَكَّرُونَ﴾ قرأه حفص وحمزة والكسائي بالتخفيف في «الذال»، على حذف إحدى التاءين استخفافا، وذلك إذا كان أصله «تتذكرون». وذلك حيث وقع، وقرأ الباقون بالتشديد في «الذال»، على إدغام التاء الثانية من «تتذكرون» في الذال، وفي التشديد معنى تكرير التذكّر، كأنه تذكر بعد تذكر، ليتفهم من خوطب بذلك. وعلته كالعلة في «تظاهرون»، وقد مضى ذكرها (٢).

«٨٧» قوله: ﴿وَأَنَّ هذا صِراطِي﴾ قرأه حمزة والكسائي بكسر الهمزة، وفتحها الباقون، وكلهم شدّد إلا ابن عامر، فإنه خفّفها مع فتح الهمزة.

وحجة من فتح أنه حمله على إضمار اللام، ف «أن» في موضع نصب لحذف الخافض، والتقدير: ولأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، أي اتبعوه لأنه مستقيم، والفاء في «اتبعوه» بمنزلتها في قولك: يزيد فامرر.

«٨٨» وحجة من كسر «أن» أنه جعلها مبتدأة مستأنفة، فكسرها لذلك، فالفاء في هذه القراءة عاطفة جملة على جملة، بخلافها في القراءة الأخرى.

«٨٩» وحجة من خفّف «أن» أنه جعلها «أن» المخففة من الثقيلة، وفتحها على إضمار اللام كما تقدّم، ويكون هذا، في قراءة من خفّف «أن»، في موضع رفع بالابتداء، ومع «أن» ضمير القصة، وعلى هذه الشريطة


(١) التبصرة ٦٩ /ب، وزاد المسير ٣/ ١٤٠، وتفسير ابن كثير ٢/ ١٨٣، وتفسير النسفي ٢/ ٣٨، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٧٥ /ب.
(٢) راجع سورة البقرة، الفقرة «٤٦، ٤٧»، وانظر كتاب سيبويه ٢/ ٥١٣