للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أو على صاحب الحال، والنصب أحبّ إليّ، لأنه أتمّ في المعنى، ولأن عليه جماعة القراء، وقد شرحنا إعراب هذه الآية وتعلق اللام من «للذين» في الوجهين وغير ذلك من غريب إعرابها في تفسير مشكل الإعراب (١).

«٨» قوله: ﴿وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ﴾ قرأه أبو بكر بالياء، حمل الكلام على لفظ «كل»، ولفظه لفظ غائب، وقرأ الباقون بالتاء، حملوه على معنى ما قبله من الخطاب في لأن قبله (قال لكلّ ضعف) أي: لكلكم ضعف، فحمل (٢) «تعلمون» على معنى «كل» في الخطاب (٣).

«٩» قوله: ﴿لا تُفَتَّحُ﴾ قرأه حمزة والكسائي بالياء مضمومة، لأن تأنيث الأبواب غير حقيقي، ولأنه فرّق بين المؤنث وفعله، وكلا العلتين يجيز التذكير، وقرأ الباقون بالتاء، على تأنيث لفظ الأبواب (٤)، كما قال: ﴿مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ﴾ «ص ٥٠» وخفّف الفعل أبو عمرو والكسائي وحمزة، على معنى أن التخفيف يقع للمرة والأكثر (٥)، وقد أجمعوا على التخفيف في قوله: ﴿وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً﴾ «الحجر ١٤» وشدّد الباقون، على معنى التكرير والتكثير مرة بعد مرة، والتاء أحب إليّ، لتأنيث لفظ الأبواب، والتشديد أحب إليّ لأن عليه الحرميين وعاصما وابن عامر (٦).

«١٠» قوله: ﴿قالُوا نَعَمْ﴾ قرأ الكسائي بكسر العين، حيث وقع وفتحها الباقون، وهما لغتان بمعنى العدة إذا استفهمت عن موجب، نحو قولك: أيقوم


(١) تفسير مشكل إعراب القرآن ٧٩ /ب، وزاد المسير ٣/ ١٨٩، وتفسير ابن كثير ٢/ ٢١١، وتفسير النسفي ٢/ ٥١
(٢) ص: «فحمل معنى».
(٣) التيسير ١١٠، وزاد المسير ٣/ ١٩٥، وتفسير ابن كثير ٢/ ٢١٣، وتفسير النسفي ٢/ ٥٣
(٤) ص: «جميع الأبواب».
(٥) ب: «ولا أكثر»، ر: «ولأكثر» وتصويبه من: ص.
(٦) راجع سورة الأنعام، الفقرة «١٩»، وانظر زاد المسير ٣/ ١٩٦، وتفسير ابن كثير ٢/ ٢١٤، وتفسير غريب القرآن ١٦٧