للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٣٦» قوله: ﴿يَعْكُفُونَ﴾ و ﴿يَعْرِشُونَ﴾ قرأ حمزة والكسائي بكسر الكاف، وضمّها الباقون. وقرأ ابن عامر وأبو بكر «يعرشون» هنا وفي النحل (١) بضم الراء، وكسرها الباقون، وهما لغتان مشهورتان في الكلمتين، يقال:

عكف يعكف ويعكف بمعنى: أقام على الشيء، وعرش يعرش ويعرش بمعنى:

بنى (٢).

«٣٧» قوله: ﴿وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ﴾ قرأه ابن عامر بلفظ الواحد، رّده على قوله: ﴿قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ﴾ «١٤٠» وقرأه الباقون «أنجيناكم» على لفظ الجماعة، إخبارا عن الله، عن طريق التعظيم لله والإكبار له، فهو أعظم العظماء، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه، وله نظائر كثيرة في القرآن (٣).

«٣٨» قوله: ﴿جَعَلَهُ دَكًّا﴾ (٤) قرأه حمزة والكسائي بالمدّ، وفتح الهمزة، غير منون، وقرأ الباقون بالتنوين، من غير مدّ ولا همز.

وحجة من مدّه أنه أخذه من قول العرب: «هذه ناقة دكّاء» للتي لا سنام لها، فهي مستوية الظهر، فكأنه في التقدير: جعل الجبل مثل ناقة دكّاء، أي جعله، إذ تجلّى عليه مستويا لا ارتفاع فيه، انحطّ الجبل من علوّه وارتفاعه تعظيما لله وخضوعا له، إذ تجلى بعظمته (٥) إليه، فلمّا حدث في الجبل على عظمته وصلابته وقوته هذا الحادث فكيف لابن آدم الضعيف طاقة على رؤية البارئ في الدنيا!. هذا ما لا يكون. فلمّا أظهر الله لموسى أمرا في الجبل استيقن موسى برؤيته أنه تعالى لا يرى في الدنيا.

«٣٩» وحجة من لم يمده أنه جعله مصدر دككت (٦) الأرض


(١) حرفها هو: (آ ٦٨)، وسيأتي فيها بأولها.
(٢) التيسير ١١٣، وزاد المسير ٣/ ٢٥٣، وتفسير النسفي ٢/ ٧٣
(٣) الحجة في القراءات السبع ١٣٨، وزاد المسير ٣/ ٢٥٤، وتفسير النسفي ٢/ ٧٤
(٤) سيأتي في سورة الكهف، الفقرة «٧٢».
(٥) ب: «عظمته» ورجحت ما في: ص، ر.
(٦) ب: «دكت» وتوجيهه من: ص، ر.