للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٩٥»، ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً﴾ «الكهف ٢٣»، وترك التنوين أخفّ وأكثر في القرآن [والكلام] (١)، وإثباته هو الأصل، والاختيار أن يقرأ بالتشديد لما فيه من المبالغة وأن يقرأ بالتنوين لأن الأكثر عليه، ولأنه الأصل (٢).

«٨» قوله: ﴿وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ قرأ نافع وابن عامر وحفص بفتح الهمزة، ردّوه على ما قبله، ففتح على تقدير اللام، و «أن الله» في موضع نصب بحذف لام الجر منها، والتقدير: ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت، ولأن الله مع المؤمنين، أي: ولأن الله مع المؤمنين لن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت، أي: من كان الله في نصره لن تغلبه فئة وإن كثرت، فارتباط بعض الكلام ببعض حسن، وبالفتح يرتبط ذلك وينتظم. وقرأ الباقون بكسر «أن» على الابتداء والاستئناف، وفيه معنى التوكيد لنصرة الله للمؤمنين، لأن «أن» إنما تكسر في الابتداء لتوكيد ما بعدها من الخبر. فقولك: إن زيدا منطلق آكد في كونه وحدوثه من قولك: زيد منطلق، لأن «إن» المكسورة تصلح لجواب القسم، والقسم يؤكد ما يأتي بعده من المقسم عليه، ويقوي كسر «إن» في هذا أن في قراءة ابن مسعود بغير واو، وهذا لا تكون فيه «إن» إلا مكسورة مستأنفة، إذ ليس قبلها حرف عطف، ينظمها مع ما قبلها، وقد تقدّم ذكر «ليميز» (٣).

«٩» قوله: ﴿بِالْعُدْوَةِ﴾ و «بالعدوة» قرأه ابن كثير وأبو عمرو، بكسر العين فيهما، وضمّهما الباقون، وهما لغتان، والكسر عند الأخفش أشهر.

وقال أحمد بن يحيى: الضم أكثر اللغتين، وهو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه (٤).


(١) تكملة موضحة من: ص، ر.
(٢) التبصرة ٧٣ /ب، وتفسير الطبري ١٣/ ٤٤٩، ومعاني القرآن ١/ ٣٥٥، وزاد المسير ٣/ ٣٣٤، وتفسير النسفي ٢/ ٩٨، وكتاب سيبويه ١/ ٥٤١
(٣) ب: «ليس» وتصويبه من: ص، ر. وانظر إيضاح الوقف والابتداء ٦٨٢، ومعاني القرآن ١/ ٤٠٧، وتفسير الطبري ١٣/ ٤٥٦، والحجة في القراءات السبع ١٤٦، وزاد المسير ٣/ ٣٣٦، وتفسير القرطبي ٧/ ٣٨٧، وتفسير النسفي ٢/ ٩٩، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٨٧ /ب.
(٤) التيسير ١١٦، وزاد المسير ٣/ ٣٦١، وتفسير غريب القرآن ٧١٩، -