للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿بابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ﴾ «الرعد ٢٣ - ٢٤» أي: يقولون سلام عليكم. وقال:

﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ﴾ «آل عمران ١٠٦» أي: يقال لهم أكفرتم. وهو كثير، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، ولأن «إني» في الإخبار جرى على الأصل في وقوعه بعد القول المضاف إلى القائل، لأنه مخبر عن نفسه. تقول: قال زيد إني نذير لكم، ولا تقول إنه نذير (١).

«٢» قوله: (بادي الرّأي) قرأ أبو عمرو بهمز «بادي» همزة مفتوحة في موضع الياء، وقرأ الباقون بغير همز.

وحجة من همز أنه جعله من الابتداء تقديره أنهم قالوا ل «نوح»: ما نراك اتّبعك إلا الذين هم الأراذل في أول الأمر، أي: ما نراك في أول الأمر، كأنه رأى (٢) ظهر لهم [لم] (٣) يتعقبوه بنظر وتفكر، ونصب «بادي» على الظرف، وحسن ذلك في «فاعل» لإضافته إلى «الرأي» كما نصبوا المصدر على الظرف، لإضافته إلى الرأي في قولهم: إمّا جهر رأي فإنك منطلق.

«٣» وحجة من لم يهمز أنه جعله من «بدا يبدو» إذا ظهر، والمعنى:

ما اتبعك فيما ظهر لنا من الرأي إلا الأراذل، كأنه أمر ظهر لهم لم يتعقبوه بتفكر ونظر، إنما هو أمر ظهر لهم من غير تيقن، ونصب «بادي» أيضا على الظرف على ما ذكرنا. ويجوز أن يكون من قرأه بالياء أراد الهمز، ثم خفّف الهمزة بالبدل لانفتاحها، وانكسار ما قبلها، فتكون القراءتان بمعنى من الابتداء، والعامل في «بادي» في القراءتين «اتّبعك»، وجاز أن يعمل ما قبل «إلا» فيما


(١) التبصرة ٧٦ /ب، والتيسير ١٢٤، والحجة في القراءات السبع ١٦١، وزاد المسير ٤/ ٩٥، وتفسير الطبري ١٥/ ٢٩٣، وتفسير القرطبي ٩/ ٢٢، وتفسير النسفي ٢/ ١٨٤
(٢) ب: «أمر» ورجحت ما في: ص، ر.
(٣) تكملة لازمة من: «ر».