للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٩» قوله: ﴿يا بُنَيَّ ارْكَبْ﴾ قرأ عاصم (١) بفتح الياء والتشديد، هنا وفي يوسف والصافات وثلاثة مواضع في لقمان (٢) ووافقه أبو بكر على الفتح هنا خاصة. وقرأ ابن كثير بإسكان الياء والتخفيف في لقمان في قوله: ﴿يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ﴾ «١٣» وقرأ في رواية قنبل عنه: «(يا بني أقم الصلاة)» «لقمان ١٧» بإسكان الياء والتخفيف، وفي رواية البزّي بفتح الياء والتشديد كقراءة حفص. وقرأ جميع ذلك الباقون بكسر الياء والتشديد.

وحجة من شدد الياء وكسرها، وعليه أكثر القراء، وهو الاختيار، لأن الأصل فيه ثلاث ياءات: الأولى ياء التصغير والثانية هي لام الفعل في «ابن» لأن أصله «بنى» على «فعل» (٣)، والتصغير يردّ المصغرات إلى أصولها، فردّت الياء، لأنها أصلية، وامتنعت ياء التصغير من دخول الحركات فيها، لئلا تقلب وتغير، والثالثة هي ياء الإضافة التي ينكسر ما قبلها أبدا، فأدغمت ياء التصغير في الثانية، وفي لام الفعل، وكسرت لأجل ياء الإضافة، وحذفت ياء الإضافة، لاجتماع ثلاث ياءات مع تشديد وكسرتين، ولأن فيه أكثر من غير اجتماع كسرات وياءات، فإذا اجتمع ما يستثقل كان الحذف آكد وأقوى، وبقيت الكسرة تدلّ على ياء الإضافة، كما تقول: يا غلام ويا صاحب تعال، فتحذف الياء وتبقي الكسرة تدلّ عليها، وإنما قوي الحذف لياء الإضافة في النداء لأنها بدل من التنوين، والتنوين لا يثبت في المعارف في النداء، فحذف ما هو بدل منه، وإثباتها جائز في كل موضع إلا فيما يقع فيه الاستثقال، لاجتماع الياءات، فإن الإثبات لياء الإضافة فيه ضعف قليل نحو: يا بني، ويا أخي، وشبهه.

«١٠» وحجة من فتح الياء مشددة أنه لمّا أتى بالكلمة على أصلها بثلاث


(١) ب: «حفص» وتصويبه من: ص.
(٢) الأحرف على ترتيب ذكرها هي: (آ ٥، ١٠٢، ١٣، ١٦، ١٧)، وسيأتي ذكر حرفي الصافات ولقمان، الفقرة «١١، ٧».
(٣) ب: «فعيل» وتوجيهه من: ص، ر.