للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك أبو العباس المهدوي، وكان قد دخل الأندلس في حدود الثلاثين وأربعمائة، وكان ذا علم بالقراءات والأدب، وبعض تلاميذ هذا هم تلاميذ مكي أيضا. وكانت وفاته بعد الثلاثين وأربعمائة.

ومن أنداده أبو طاهر الأنصاري إسماعيل بن خلف، وهو عالم مقرئ نحوي، تصدّى لاختصار كتاب «الحجة» لأبي علي الفارسي كما فعل مكي. وتوفي سنة خمس وخمسين وأربعمائة.

وأبو عمر الطلمنكي أحمد بن محمد، نزيل قرطبة، وكان له التقدم على مكي وسواه بأنه أول من أدخل القراءات إليها. وكثير من تلاميذه هم تلاميذ مكي.

وتوفي سنة عشرين وأربعمائة.

وأما شيوخه فمنهم في القيروان الحافظ أبو الحسن القابسي، وهو من جلتهم، وكان موضع إكبار الناس، وكان ورعا مقدما. أفاد مكي منه القراءة والحديث.

وتوفي سنة ثلاث وأربعمائة. وذكر ابن كثير أن الناس عكفوا على قبره ليالي يقرؤون القرآن، وجاء الشعراء لرثائه من كل أوب.

وكذلك أبو محمد بن أبي زيد، الذي انتهت إليه رئاسة المذهب المالكي بالمغرب. وذكر القاضي عياض أنه حاز رئاسة الدين والدنيا. ورحل إليه، ونجب أصحابه. وكان يسمى مالكا الأصغر. وإلى هذا الشيخ كان تفقّه مكي وروايته.

وتوفي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.

ومن شيوخه في مصر محمد بن علي أبو بكر الأدفوي. ذكر الذهبي أنه برع في علوم القرآن وكان سيد أهل عصره. وقد لزم أبا جعفر النّحاس وروى

<<  <  ج: ص:  >  >>