للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٤» وحجة من فتح التاء أنه جعله فعلا مستقبلا سمّي فاعله، وأضاف الفعل إلى «الملائكة»، فرفعها به، وفي الفعل حذف تاء، لاجتماع تاءين بحركة واحدة، وأصله «تتنزل» ويقوّي ذلك قوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها﴾ «القدر ٤» فهو مثله، وهو إجماع، وهو الاختيار، لأنه قد فهم أنها تتنزل بأمر الله لها بالنزول (١).

«٥» قوله: ﴿إِنَّما سُكِّرَتْ﴾ خفّفه ابن كثير، وشدّده الباقون، وهما لغتان: سكرت عينه وسكّرتها، أغشيتها إغشاء، لكن في التشديد معنى التكثير والتكرير، وحسن ذلك (٢)، لإضافته إلى جماعة، لكل واحد بصر قد غشي بغشاوة، و «الأبصار» جماعة فحقه التشديد ليدلّ على التكثير (٣).

«٦» قوله: ﴿فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ قرأ ابن كثير بكسر النون وتشديدها، وقرأ نافع مثله، إلا أنه خفّف النون، وكذلك قرأ الباقون، إلا أنهم فتحوا النون (٤).

وحجة من شدّد وكسر أن أصله أن يكون بنونين، الأولى علم الرفع، والثانية هي النون الحائلة بين الياء والفعل في «ضربني ويضربني»، لأنه عدّى الفعل إلى مفعول، وهو ضمير المتكلم، فاجتمعت نونان، فأدغم الأولى في الثانية، بعد أن أسكنها استثقالا لاجتماع المثلين، وبقيت الكسرة تدلّ على الياء المحذوفة، وأصله «تبشرونني».

«٧» وحجة من خفّف وفتح النون أنه لم يعدّ الفعل إلى مفعول، فأتى بالنون، التي هي علامة الرفع، مفتوحة على أصلها، كنون «يقومون ويخرجون».

«٨» وحجة من خفّف النون وكسرها أنه عدّى الفعل، فصار أصله


(١) الحجة في القراءات السبع ١٨١، وزاد المسير ٤/ ٣٨٣، وتفسير ابن كثير ٢/ ٥٤٧، وتفسير النسفي ٢/ ٢٦٩، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٥٦ /أ.
(٢) ص: «ذلك فيه».
(٣) التبصرة ٨١ /ب، والتيسير ١٣٦، وزاد المسير ٤/ ٣٨٦، وتفسير غريب القرآن ٢٣٥، وتفسير النسفي ٢/ ٢٧٠، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٣٦ /أ.
(٤) قوله: «وكذلك … النون» سقط من: ر.