للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«١١» قوله: ﴿قَدَّرْنا إِنَّها﴾ قرأ أبو بكر بالتخفيف ومثله في النمل:

(قدّرناها) «٥٧» (١) وقرأهما الباقون بالتشديد، وهما لغتان بمعنى، يقال:

قدرت وقدّرت بمعنى، وكذلك: يقدّر ويقدر.

«١٢» قوله: ﴿أَصْحابُ الْأَيْكَةِ﴾ أجمع القراء في هذه السورة وفي قاف على الخفض، وإدخال الألف واللام، واختلفوا في الشعراء وصاد (٢)، فقرأ الحرميان وابن عامر فيهما «ليكة» بلام مفتوحة والنصب، على وزن «فعلة»، وقرأ (٣) الباقون بالخفض وإدخال الألف واللام، كالتي في الحجر وقاف.

وحجة من فتح وقرأ بلام واحدة أنه جعل «ليكة» على «فعله» اسما معرفة (٤) للبلدة، فترك صرفه للتعريف والتأنيث (٥).

«١٣» وحجة من أدخل الألف واللام أنه جعل «أيكة» اسما نكرة، لموضع فيه شجر ودوم، ثم أدخل عليه الألف واللام للتعريف. وحكى أبو عبيد أن «ليكة» على «فعلة» اسم للقرية التي كانوا فيها، وأن «الأيكة» بالألف واللام وهمزة اسم للبلد كله، وقال غيره: الأيكة وليكة واحد، وهو الغيضة والشجر الملتف، يقال له الدّوم، وهو شجر المقل، واختار أبو عبيد «ليكة» على وزن «فعلة» بغير صرف في الشعراء وصاد، فجعلها اسما للقرية (٦) و «الأيكة» اسم البلد، لأنها كذلك في المصاحف، وتعقّب عليه ابن قتيبة فاختار «الأيكة» بالألف واللام والخفض في الشعراء والصاد، وقال: إنما كتبتا بغير ألف، على تخفيف الهمزة، وقال: قد أجمع الناس على الألف واللام والخفض في الحجر وقاف،


(١) سيأتي فيها، الفقرة «٢٤».
(٢) أحرف السور على ترتيبها هي: (آ ١٤، ١٧٦، ١٣) وسيأتي ذكر حرفي الشعراء وصاد، الفقرة «٥، ١».
(٣) ب: «وقرأ» وتصويبه من: ص، ر.
(٤) ب: «معروفة» وتصويبه من: ص.
(٥) قوله: «وحجة من فتح … والتأنيث» سقط من: ر.
(٦) ب، ر: «اسم القرية» ورجحت ما في: ص.