للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٣» قوله: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ﴾ قرأ ابن عامر برفع الأربع الكلمات، ووافقه حفص على رفع «والنجوم مسخّرات»، وقرأهن الباقون بالنصب، والتاء من «مسخرات» مكسورة في حال النصب على الأصول في جمع (١) المؤنث المنصوب (٢) على حدّ التثنية.

وحجة من رفع أنه قطعه ممّا قبله، فرفعه بالابتداء، وعطف بعض الأسماء على بعض، وجعل «مسخرات» خبر الابتداء، وقوي الرفع لأنك إذا نصبت جعلت «مسخرات» حالا، وقد تقدّم في أول الكلام «وسخر» فأغنى عن ذكر الحال بالتسخير ألا ترى أنك لو قلت: سخّرت لك الدابة مسخرة كان قبيحا من الكلام، لأن «سخّرت» يغني عن «مسخرة» وكذلك لو قلت: جلس زيد جالسا، لم يحسن. وكذلك يبعد: «سخّر الله النجوم مسخرات» على الحال، فلمّا قبح نصب «مسخرات» على الحال رفع ما قبله، وجعل «مسخرات» خبرا عنه.

«٤» وحجة من نصب أنّه عطفه على ما قبله، وأعمل (٣) فيه «وسخر»، ليرتبط بعض الكلام ببعض، وتكون «مسخرات» حالا مؤكدة، عمل فيها «سخر» وجاز ذلك لبعد ما بينهما، وهو مثل قوله: ﴿وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً﴾ «البقرة ٩١» في أنهما حالان مؤكدان.

«٥» وحجة من رفع «النجوم مسخرات» فقط أنه عطف «الشمس والقمر» على معمول «سخر» ثم ابتدأ «والنجوم مسخرات» على الابتداء والخبر، كراهة أن يجعل «مسخرات» حالا لما قدّمنا من قبح ذلك، وهو وجه قوي وقراءة حسنة، والاختيار النصب، لأن الجماعة عليه (٤).

«٦» قوله: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ قرأه عاصم بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.


(١) ب: «وجمع» وتصويبه من: ص، ر.
(٢) ب: «المنصرف» ووجهه من: ص، ر.
(٣) ب: «أو عمل» وتصويبه من: ص، ر.
(٤) إيضاح الوقف والابتداء ١٢٥، وزاد المسير ٤/ ٤٣٤، وتفسير النسفي ٢/ ٢٨٢.