للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على المعنى، لأن «الظلال» هو «الظل» سواء، ولأن تأنيث هذا الجمع غير حقيقي، إذ لا ذكر له من لفظه، وقد تقدّم لهذا نظائر، وهو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه (١).

«١٥» قوله: ﴿وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ﴾ قرأه نافع بكسر الراء، جعله اسم فاعل من «أفرط» إذا أعجل، فمعناه: وأنهم معجلون إلى النار، أي: سابقون (٢) إليها، وقيل معناه: وأنّهم ذوو أفراط (٣) إلى النار، أي: ذوو عجل اليها. حكى أبو زيد: فرط الرجل أصحابه يفرطهم إذا سبقهم، والفارط المتقدم إلى الماء وغيره، ومنه قول النبي : «أنا فرطكم على الحوض» (٤) أي: أنا متقدكم (٥) وسابقكم. وقرأ الباقون بفتح الراء، جعلوه اسم مفعول من «أفرطوا» فهم «مفرطون» أي: أعجلوا فهم معجلون إلى النار. وقال أبو عبيد في معناه:

متركون. وقيل: منسيون. والاختيار فيه ما عليه الجماعة، وكذلك كل ما سكتنا عن ذكر [الاختيار] (٦). فما عليه الجماعة هو الاختيار (٧).

«١٦» قوله: ﴿نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِهِ﴾ قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر


(١) راجع سورة البقرة «٢٣ - ٢٤».
(٢) ب: «يساقون» وتصويبه من: ص، ر.
(٣) ب: «افرط» وتصويبه من: ص، ر.
(٤) صحيح مسلم: من طريق جندب «كتاب الفضائل - باب إثبات حوض نبينا وصفاته»، ويرويه أيضا من طريق أبي هريرة في حديث طويل «كتاب الطهارة - باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء» وكذلك الموطأ «كتاب الطهارة - باب جامع الوضوء».
(٥) ب: «مقدمكم» ورجحت ما في: ص، ر.
(٦) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٧) الحجة في القراءات السبع ١٨٧، وزاد المسير ٤/ ٤٦٠، وتفسير ابن كثير ٢/ ٥٧٤، وتفسير النسفي ٢/ ٢٩٠، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٥٧ /ب - ٥٨ /أ، والكشف في نكت المعاني والإعراب ٧٨ /أ، وتفسير غريب القرآن ٢٤٤.