للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكسرها الباقون. وقد تقدّم الكلام على ذلك في يوسف، وكذلك «يبشرك» و «فيكون» و «يدخلون» وشبهه (١).

«٢٠» [قوله: ﴿أَإِذا ما مِتُّ﴾ قرأه ابن ذكوان بهمزة واحدة على لفظ الخبر، وقرأه الباقون بهمزتين، وكل واحد على أصله المذكور.

فحجة من قرأ بهمزتين أنه أدخل همزة الاستفهام فيها على معنى التوبيخ والتقرير للمخبر عنه أنه يقول: لا يبعث أبدا … (٢) وتقريره على كفره. وكذلك من مدّه أنه استثقل الجمع بين همزتين فخفّف الثانية بين بين وأدخل بينهما ألفا للفصل بين الهمزتين، لأن المخففة بزنتها محققة كما فعل في «أنذرتهم» وشبهه.

«٢١» وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه لمّا أتى الكلام ليس باستخبار لم يأت بلفظ يدل على الاستخبار فأتى به على لفظ الخبر الذي معناه التوبيخ والتقرير] (٣).

«٢٢» قوله: ﴿أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ﴾ قرأه نافع وعاصم وابن عامر بضم الكاف والتخفيف، وقرأه الباقون بفتح الكاف والتشديد.

وحجة من خفّف أنه جعله من «الذكر» الذي يكون عقيب النسيان والغفلة.

«٢٣» وحجة من شدّد أنه جعله من «التذكر» الذي [هو] (٤) بمعنى التدبّر، فأصله «يتذكر» ثم أدغمت التاء في الذال، وهو الاختيار، لأنه أبلغ في المعنى في التدبّر والاعتبار للإنسان بخلق نفسه، كما قال: ﴿وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾ «يس ٧٨» (٥).


(١) راجع هذه الأحرف على ترتيبها سورة يوسف، الفقرة «١٥» وسورة آل عمران الفقرة «٢٦ - ٢٧»، وسورة البقرة، الفقرة «٦٤ - ٦٦» وسورة النساء، الفقرة «٦٨».
(٢) في موضع النقط لفظتان إحداهما منبهمة والأخرى لم تتوجه معي.
(٣) تكملة لازمة من: ر، ليست في الأصل ولا «ص» و «ل»، وراجع «باب علل اختلاف القراء في اجتماع الهمزتين».
(٤) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٥) زاد المسير ٥/ ٢٥٢، وتفسير النسفي ٣/ ٤١، والنشر ٢/ ٣٠٦.