للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ابن ذكوان «وليوفوا، وليطوفوا» بكسر اللام فيها. وقرأ الباقون بالإسكان.

وتفرد أبو بكر بتشديد الفاء، وفتح الواو في «وليوفوا».

وحجة من كسر أنها لا مات أمر، أصلها الكسر، فأتى بها على الأصل، كما لو ابتدأ بها لم تكن إلا مكسورة، فأجراها مع حرف العطف مجراها بغير حرف (١) في الابتداء وكأنه لم يعتد بحرف العطف، وهو الاختيار.

«٤» وحجة من أسكن أنه على التخفيف للكسرة، فأسكنها وكأنه اعتد بحرف العطف. وقد منع المبرد إسكان اللام مع «ثم» لأنها كلمة يوقف عليها.

وكذلك منع الإسكان في «ثم هو» ولم يجزه (٢).

«٥» وحجة من شدد الفاأ أنه بناه على «وفى» للتكثير، كما قال:

﴿وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفّى﴾ «النجم ٣٧».

«٦» وحجة من خففه أنه بناه على «أوفى» الذي يقع للقليل والكثير كما قال: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ﴾ «النحل ٩١»، وهما لغتان. فأما من أسكن اللام مع الواو وكسرها مع «ثم» فإنه لما رأى «ثم» قد تنفصل من اللام ويمكن الوقف عليها قدر أن اللام يبتدأ بها فكسرها. ولما رأى الوا ولا تنفصل من اللام ولا يوقف عليها دون اللام قدر اللام متوسطة فأسكن استخفافا. وقد مضى نحو هذه العلة في «ثم هو» وهو في أول البقرة. فأما من أسكن معها، أو كسر، ولم يفرق بينهما. فإنه لما رآهما حرفي عطف، متصلين بلام، أجرى اللام معهما مجرى واحدا، فأسكن استخفافا أو كسر على الأصل (٣).

«٧» قوله: ﴿وَلُؤْلُؤاً﴾ قرأه نافع وعاصم بالنصب، هنا وفي سورة فاطر (٤)، عطفاه على موضع «أساور» لأن «من» زائدة. والتقدير: يحلون


(١) ر: «حرف عطف».
(٢) قوله: «وقد منع المبرد .. يجزه» سقط من: ص.
(٣) راجع سورة البقرة، الفقرة «١٧ - ١٨»، وانظر الحجة في القراءات السبع ٢٢٨، وزاد المسير ٥/ ٤١٤، وتفسير النسفي ٣/ ٩٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧١ /أ - ب.
(٤) حرفها هو: (آ ٣٣).