للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الاستئناف، لأن الكلام تمّ عند قوله: ﴿بِما صَبَرُوا﴾. ويكون الجزاء محذوفا لم يذكر ما هو، والفعل عامل فيه في المعنى، وهو المفعول الثاني ل «جزيت» وفتح الباقون على تقدير حذف اللام، أي: لأنهم، ويجوز أن يعمل في «إني جزيتهم» مفعولا ثانيا، تقديره: إنّي جزيتهم الفوز، يكون «أن والفعل» مصدرا، ويكون الجزاء مذكورا، وهو الفوز، والفوز النجاة من النار، وهو المفعول الثاني ل «جزيت» (١).

«٢٢» قوله: ﴿قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ﴾ قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: «قل كم» على الأمر بغير ألف، وقرأ حمزة والكسائي «قل إن لبثتم» على الخبر وقرأ الباقون «قال» بألف على الخبر (٢)، وقد تقدّم ذكر الإدغام والإظهار في «لبثتم» وعلّة ذلك (٣).

«٢٣» قوله: ﴿لا تُرْجَعُونَ﴾ قرأه حمزة والكسائي بفتح التاء، وكسر الجيم، أضافا الفعل إلى المخاطبين. وقرأ الباقون بضمّ التاء، وفتح الجيم، على ما لم يسمّ فاعله، لأنهم لا يرجعون حتى يرجعوا، إذ لا يبعثون أنفسهم من القبور حتى يبعثوا، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الأكثر عليه، وقد تقدّم الكلام على هذا بأشبع من هذا في سورة البقرة وفي غيرها (٤).

فيها ياء إضافية، قوله: ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ﴾ «١٠٠» أسكنها الكوفيون (٥).


(١) معاني القرآن ٢/ ٢٤٣، وإيضاح الوقف والابتداء ٧٩٣، وتفسير القرطبي ١٢/ ١٥٥.
(٢) المصاحف ٤٠، وهجاء مصاحف الأمصار ١٧ /ب.
(٣) راجع «فصل إدغام ما هو من حرف»، الفقرة «١ - ٢».
(٤) راجع سورة البقرة، الفقرة «١٢٨».
(٥) التبصرة ٩١ /ب، والتيسير ١٦٠، والنشر ٢/ ٣١٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧٤ /ب.