للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مقام الفاعل، والمعنى للمصباح.

«١٩» وحجة من قرأ بياء مضمومة وضمّ الدال والتخفيف أنه ذكّر الفعل لتذكير المصباح فحمل اللفظ على المعنى، وجعل الفعل مستقبلا. والاختيار في اللفظين ما عليه الحرميان ومن تابعهما (١) من ضمّ الدال وتشديد الياء في «درّي»، و «يوقد» بالياء وضم الدال (٢).

«٢٠» قوله: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيها﴾ قرأه أبو بكر وابن عامر بفتح الباء، على ما لم يسم فاعله ف «له» يقوم مقام الفاعل، ثمّ فسّر من هو الذي يسبّح له بقوله: ﴿رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ﴾ «٣٧» كأنه لمّا قيل: «يسبّح له فيها» فقيل:

من هو الذي يسبّح؟ فقيل: رجال، صفتهم كذا وكذا، وله نظائر في القرآن منها ما مضى ومنها ما سيأتي. ويجوز أن يرتفع «رجال» بالابتداء والخبر «في بيوت» فيوقف على «الآصال» في القول الأول ولا يوقف عليه في هذا القول الثاني. وقرأ الباقون بكسر الباء، بنوا الفعل للفاعل، وهو «الرجال» فارتفعوا بفعلهم (٣).

«٢١» قوله: ﴿سَحابٌ ظُلُماتٌ﴾ قرأ قنبل «سحاب» بالرفع منوّنا «ظلمات» بالخفض. وقرأ البزّي مثله غير أنّه أضاف «سحابا» إلى «ظلمات». وقرأ الباقون برفعهما جميعا وتنوينهما.

وحجة من نوّن الأول ورفعه وخفض «ظلمات» أنه رفع «سحاب» بالابتداء و «من فوقه» الخبر، وخفض «ظلمات» على البدل من «ظلمات» الأول.


(١) ب، ص: «تابعهم» وتوجيهه من: ر.
(٢) التيسير ١٦٢، والنشر ٢/ ٣١٨، والحجة في القراءات السبع ٢٣٨، وزاد المسير ٦/ ٤٢، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧٥ /ب.
(٣) معاني القرآن ١/ ٣٥٧، وإيضاح الوقف والابتداء ٧٩٨، وزاد المسير ٦/ ٤٧، وتفسير القرطبي ١٢/ ٢٧٥، وتفسير ابن كثير ٣/ ٢٩٤، وتفسير النسفي ٣/ ١٤٦.