للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«١٣» قوله: ﴿وَذُرِّيّاتِنا﴾ قرأه الحرميان وابن عامر وحفص بالجمع، ووحدّه الباقون.

وحجة من جمع أنّه حمله على المعنى، لأنّ لكل (١) واحد ذريّة، فجمع لأنهم جماعة لا تحصى، ويقوّي ذلك قوله: ﴿مِنْ أَزْواجِنا﴾ بالجمع، وأيضا فإنّه لمّا كانت الذرّيّة تقع للواحد والجمع، وكان معنى الكلام الجمع، أتى بلفظ لا يحتمل إلا الجمع، ولأن المعنى على ذلك بني، وهو الاختيار.

«١٤» وحجة من قرأ بالتوحيد أنّ الذّرّيّة تقع للجمع، فلمّا دلّت على الجمع بلفظها استغنى عن جمعها، ويدلّ على وقوع «ذرية» للجمع قوله:

﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً﴾ «النساء ٩»، وقد علم أن لكلّ (٢) واحد ذرّيّة، وقد تقع الذريّة للواحد بدلالة قوله تعالى ذكره عن دعاء زكريا : ﴿هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾ «آل عمران ٣٨»، وإنما سأل ولدا بدلالة قوله: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾ «مريم ٥»، وقوله: ﴿رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ﴾ «آل عمران ٤٠» (٣).

«١٥» قوله: ﴿وَيُلَقَّوْنَ فِيها﴾ قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بالتخفيف، جعلوه ثلاثيا من «لقي يلقى» فيتعدّى إلى مفعول واحد، وهو «تحية» دليله قوله: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ «مريم ٥٩». وقرأ الباقون بالتشديد، جعلوه رباعيا من «لقّى»، يتعدّى إلى مفعولين، لكنه فعل لم يسمّ فاعله، فالمفعول الأول هو (٤) المضمر في «يلقون» الذي قام مقام الفاعل، وهو ضمير المخبر عنهم، ويقوّي هذه القراءة قوله: ﴿يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ﴾، على ما لم يسمّ فاعله، فجرى «يلقون» على ذلك، ليتفق لفظ الفعلين على ما لم


(١) ب: «كل»، ص: «لكن لكل» وتصويبه من: ر.
(٢) ب: «كل» وتصويبه من: ص، ر.
(٣) الحجة في القراءات السبع ٢٤٢، وزاد المسير ٦/ ١١١، وتفسير النسفي ٣/ ١٧٦.
(٤) ب: «فالمفعولان هما»، ر: «فالمفعول لأن يبقى» وتصويبه من: ص.