للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالتشديد، ونصب «الروح الأمين» ب «نزّل». وفي «نزل» ضمير الفاعل، وهو الله جلّ ذكره. وقرأ الباقون بالتخفيف، ورفع «الروح الأمين» ب «نزل».

وحجة من شدد أنّه عدّى الفعل بالتشديد، وأضمر فيه اسم الله جلّ ذكره، ونصب به «الروح الأمين» لأن «الروح» هو جبريل .

وجبريل لم ينزل بالقرآن حتى نزّله الله به (١)، فهو المعنى الصحيح، دليله قوله تعالى: ﴿فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ﴾ «البقرة ٩٧».

وحجة من خفّف أنّه أضاف الفعل إلى «الروح»، وهو جبريل، لأنه هو النازل به بأمر الله له، ولم يعدّه، فارتفع «الروح» بالفعل، وهو الاختيار، لأن الحرميين عليه مع أبي عمرو (٢).

«٨» قوله: ﴿أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً﴾ قرأ ابن عامر بالتاء، ورفع الآية. وقرأ الباقون بالياء، ونصب الآية.

وحجة من قرأ بالتاء أنه أنّث لتأنيث الآية ورفع الآية لأنها اسم كان، و «أن يعلمه» خبر كان، وفي هذا التقدير قبح في العربية، لأنه جعل اسم كان نكرة وخبرها معرفة، والأحسن أن يضمر القصة، فيكون التأنيث محمولا على تأنيث القصة، و «أن يعلمه» ابتداء و «آية» خبر الابتداء، والجملة خبر كان، فيصير اسم كان معرفة، و «آية» خبر ابتداء، وهو «أن يعلمه»، تقديره: أو لم تكن لهم القصة علم علماء بني إسرائيل به آية.

«٩» وحجة من قرأ بالياء أنّه ذكّر لأنّه (٣) حمله على أن قوله «أن يعلمه» اسم كان، فذكّر، لأن العلم مذكّر، فهو اسم كان، ونصب «آية» على خبر كان، فصار الاسم معرفة والخبر نكرة، وهو الاختيار، لأن أكثر


(١) ب، ر: «عليه» وتصويبه من: ص.
(٢) زاد المسير ٦/ ١٤٤، وتفسير ابن كثير ٣/ ٣٤٧، وتفسير النسفي ٣/ ١٩٥، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧٨ /ب - ٧٩ /أ.
(٣) ب: «أنه» وتوجيهه من: ص، ر.