للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عبيد (١). وقد روي أن النبي قرأ: «(ملك)» بغير ألف.

وروي عنه بألف أيضا (٢).

«٣» فإن قيل: فما اختيارك في ذلك؟.

فالجواب (٣) أن القراءتين صحيحتان حسنتان، غير أن القراءة بغير ألف أقوى في نفسي لما ذكرته من الحجج في (٤) ذلك، ولما فيه من العموم، تقول: كل ملك مالك، ولا تقول: كل مالك ملك، وتقول: كل ملك ذو (٥) ملك، ولا تقول: كل مالك ذو ملك، وإنما هو ذو ملك لا غير، ف «ملك» أعم في المدح وأيضا فإن أكثر القراء العامة (٦) على «ملك».

و «مالك» أيضا حسن قوي في الرواية. فقد روى أبو هريرة (٧) أن النبي كان يقرأ: ﴿مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ بألف. وكذلك روت أم حصين (٨) أنها


(١) أبو عبيد هو القاسم بن سلام، إمام عصره في كل فن، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي وإسماعيل بن جعفر وهشام بن عمار وغيرهم، وعنه أحمد بن إبراهيم وأحمد بن يوسف التّغلبي والبغوي، وثقه غير إمام مثل الذهبي، (ت ٢٢٤ هـ) ترجم في مراتب النحويين ٩٣، وميزان الاعتدال ٣/ ٣٧١، وطبقات القراء ٢/ ١٧
(٢) إعراب ثلاثين سورة ٢٢، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٢/ ١، وزاد المسير ١/ ١٣، وتفسير ابن كثير ١/ ٢٤، والنسفي ١/ ٦
(٣) لفظ «فالجواب» سقط من: ص.
(٤) قوله: «من الحجج في» سقط من: ص.
(٥) قوله: «كل ملك ذو» سقط من: ص.
(٦) ص: «المدح كذلك أسماء والعامة»، ولا وجه لذلك إلا أن تعطف «العامة» على «القراء».
(٧) اسمه عبد الرحمن بن صخر على الأشهر، صحابي جليل، أخذ القرآن عرضا عن أبي بن كعب، عرض عليه الأعرج وأبو جعفر، (ت ٥٩ هـ) ترجم في طبقات ابن سعد ٤/ ٣٢٥، والجرح والتعديل ٢/ ٢٤٦/٢
(٨) هي بنت إسحاق الأحمسية، شهدت حجة الوداع، ورأت أسامة وبلالا، وروى عنها يحيى بن الحصين والعيزار بن حريث، وحديثهما في صحيح مسلم من طريق زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن الحصين، أنظر الإصابة ٨/ ٢٢٣، وتهذيب التهذيب ١٢/ ٤٦٣