للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«ص ٣٣» و ﴿عَلى سُوقِهِ﴾ «الفتح ٢٩» (١)، وقرأ ذلك الباقون بغير همز.

قال أبو محمد: وهمز هذه الثلاث الكلمات بعيد في العربية، إذ لا أصل لهن في الهمز. لكن قال بعض العلماء إنه إنما همزن على توهّم الضمة التي قبل الواو، فكأنه همز الواو لانضمامها، وهذا بعيد في التأويل، غير قوي في النظر. حكى الأخفش أن أباحيّة النّميري (٢)، وهو فصيح، كان يهمز الواو إذا انضمّ ما قبلها. كأنه يقدّر الضمة عليها، فيهمزها، كأنها لغة، وهي لغة قليلة خارجة عن القياس، وهذه الأقوال لا يمكن شيء منها في همز «ساقيها»، والذي قيل في همز «ساقيها» أنه إنّما جاز همزه لجواز همزه في الجمع، في قولك: سؤق، وإذا جمعت ساقا على «فعول» أو جمعته على «أفعل» نحو: أسوق، فلما استمر الهمز في جمعه همز الواحد لهمزه في الجمع. وهذا أيضا ضعيف لأنه يلزم منه جواز همز «دار» لأنك تهمزه في الجمع في قولك: أدؤر، وهمز دار لا يجوز، فأما من لم يهمزه، فهو على الأصل، لأن كلّ ما لا أصل له في الهمز لا يجوز همزه إلا لعلة نحو (٣) أن تكون فيه واو مضمومة [فيجوز همزها وليس في هذا واو مضمومة] (٤)، وهو الاختيار، لأن الهمز بعيد شاذّ، ولأن الجميع على ترك الهمز (٥).

«١٨» قوله: ﴿لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ﴾ قرأ حمزة والكسائي


(١) سيأتي هذا الحرف في سورته، الفقرة «٩».
(٢) هو الهيثم بن الربيع، الشاعر، قدّم على ابن أخيه الراعي النميري، وكان يروي عن الفرزدق، ورمي بالكذب، ترجم في الشعر والشعراء ٧٤٩، وطبقات الشعراء ١٤٣، والموشح ١٥٧.
(٣) ب: «يجوز» وتصويبه من: ص، ر.
(٤) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٥) الحجة في القراءات السبع ٢٤٧، وزاد المسير ٦/ ١٧٩، وتفسير النسفي ٣/ ٢١٤، وكتاب سيبويه ٢/ ١٤٧.
الكشف: ١١، ج ٢.