للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العموم أولى بذلك، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه، ولأنّه أعمّ وأدخل في الحجة على جميع الخلق. ومن كسر اللام فإنّه يجب على قوله أن لا تكون الآيات حجة إلاّ على ذوي العلم دون غيرهم، فالفتح أولى به، لأنه حجة الله جلّ ذكره، لازمة لكلّ الخلق (١).

«٧» قوله: ﴿وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً﴾ قرأه ابن كثير بغير مدّ، جعله من باب المجيء، وقرأ الباقون بالمدّ، جعلوه من باب الإعطاء [ومعناه] (٢) وما أعطيتم من عطية، لتعرضوا أكثر منها، فلا ثواب لكم فيها عند الله، وذلك مثل الرجل يهدي إلى الرجل هديّة ليعوّضه أكثر منها، وهذا مباح لأمة محمد ، وهو غير مباح للنبي لقوله تعالى: ﴿وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ «المدّثر ٦»، أي: لا تعط يا محمد عطية لتأخذ أكثر منها. وترك المدّ معناه: ما جئتم من ربا. فهو يرجع إلى معنى الإعطاء، والمدّ الاختيار، لأن الجماعة عليه (٣).

«٨» قوله: ﴿لِيَرْبُوَا﴾ قرأه نافع بتاء مضمومة، وإسكان الواو على المخاطبة، لأن قبله: ﴿وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً﴾ فردّ الخطاب على الخطاب، والتقدير:

لتصيروا ذوي ربا، أي: ذوي زيادة فيما أعطيتم، وسمّى ما يعطون ربا، لأنه للزيادة يعطونه، فالفعل للجمع (٤)، وحذف النون على النصب بلام «كي».

وقرأ الباقون بياء مفتوحة، وفتح الواو، ردّوه على الرّبا، ونصبوا الفعل بلام كي، لأنه واحد، والمعنى: ليربوا ذلك الذي تعطونه، وسمّي ما يعطونه ربا باسم


(١) التيسير ١٧٥، والحجة في القراءات السبع ٢٥٧، وزاد المسير ٦/ ٢٩٦، وتفسير النسفي ٢/ ٢٦٩، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٤ /أ - ب.
(٢) تكملة موضحة من: ص، ر.
(٣) راجع سورة البقرة، الفقرة «١٤١».
(٤) ب: «مجمع»، ص: «جمع» وتوجيهه من: ر.