للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذكره في قوله: ﴿لِلّهِ﴾، وقوله: ﴿عَلَى اللهِ﴾ «٣٠».

«١٣» وحجة من قرأ بالتاء في «تعمل» أنه حمل الفعل على معنى «من» لأن «من» يراد به المؤنث، وهو خطاب لنساء النبي .

وأيضا فإنه أتى بعد قوله: ﴿مِنْكُنَّ﴾ «٣٠» الذي يدلّ على التأنيث، فجرى على تأنيث «منكن».

«١٤» وحجة من قرأ «نؤتها» بالنون أنه حمله على الإخبار عن الله جلّ ذكره عن نفسه، بإعطائهن الأجر مرتين، لتقدّم ذكره، فهو خروج من خطاب إلى الإخبار عن النفس، والاختيار التاء، لأن الأكثر عليه، والمعنى عليه. فأما قوله:

«ومن يقنت» فكل القراء الذين قرأنا بقراءتهم على التاء (١).

«١٥» والحجة في ذلك أنهم أسندوا الفعل إلى «من» ولفظه مذكّر فسبق التذكير إلى الفعل، قبل إتيان ما يدلّ على التأنيث، من قوله «منكن» وقوله «نؤتها أجرها». ولمّا أتى «وتعمل»، بعد إتيان ما يدلّ على التأنيث، وهو «منكن»، حسن التأنيث فيه حملا على لفظ «منكن»، وعلى معنى «من» (٢).

«١٦» قوله: ﴿وَقَرْنَ﴾ قرأ عاصم ونافع بفتح القاف، وقرأ الباقون بالكسر.

وحجة من كسر أنه جعله من الوقار، فهو مثل «عدن وزنّ» لأنه محذوف الفاء، وأصله واو، قرن من وقر يقر، مثل وعد يعد، وأصل يقر يوقر، كما أن أصل يعد يوعد، فلمّا وقعت الواو بين ياء وكسرة حذفت، لغة مسموعة لا يستعمل غيرها، وجرت التاء والنون والألف مجرى الياء في الحذف معهن، لئلا يختلف الفعل، وأصل «وقرن» «وأوقرن»، فحذفت الواو، على ما علّلنا،


(١) التبصرة ١٠٠ /أ، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٨٧ /أ، وكتاب سيبويه ١/ ٤٧٣.
(٢) التيسير ١٧٩، والنشر ٢/ ٣٣٤، والحجة في القراءات السبع ٢٦٤، وتفسير النسفي ٣/ ٣٠٢.