للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٨» قوله: ﴿وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ﴾ قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي بغير هاء، حذفوا الهاء من صلة «ما» لطول الاسم، وهي مرادة مقدرة، وقرأ الباقون بالهاء على الأصل، ولأنها ثابتة في المصحف، وهو الاختيار، وكلهم قرأ «عملت أيديهم» بغير هاء، والأصل الهاء (١).

«٩» قوله: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ﴾ قرأه الكوفيون وابن عامر بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع.

وحجة من نصب أنّه نصبه على إضمار فعل، تفسيره «قدرناه»، تقديره:

وقدّرنا القمر قدّرناه منازل، أي ذا منازل، وقيل: معناه قدرناه منازل. ويجوز أن يكون جاز النصب فيه ليحمل على ما قبله ممّا عمل فيه الفعل، وهو قوله:

﴿نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ﴾ «٣٧» فعطف على ما عمل فيه الفعل، فأضمر فعلا يعمل في «القمر» ليعطف فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل.

«١٠» وحجة من رفع، وهو الاختيار، لأن عليه أهل الحرمين وأبا عمرو أنه قطعه ممّا قبله، وجعله مستأنفا، فرفعه بالابتداء، و «قدرناه» الخبر، ويجوز أن يكون رفعه على العطف على قوله: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ﴾ «٤١»، فعطف جملة على جملة، والآية في قوله «وَآيَةٌ لَهُمْ» رفع بالابتداء، و «لهم» صفة ل «الآية»، والخبر محذوف، تقديره: وآية لهم في المشاهدة، أو في الوجود.

وقوله: ﴿الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ﴾ «٣٣» و ﴿اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ﴾ «٣٧» و ﴿الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ﴾ كله تفسير للآية، جار (٢) على ما (٣) يجب له من الإعراب، فهو مثل قوله: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ «المائدة ٩»، ثم قال مفسّرا للوعد ما هو، فقال ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾، ومثله: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ «النساء ١١»، وهو تفسير للوصيّة في قوله: ﴿يُوصِيكُمُ﴾


(١) المصاحف ٤٨، وهجاء مصاحف الأمصار ١٨ /أ.
(٢) لفظ «جار» سقط من: ص.
(٣) ر: «مثل ما».