للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من (١) مخرج السين، والصاد مؤاخية لها في الصفير، والعرب تبدل السين صادا إذا وقع بعدها طاء أو قاف أو غين أو خاء، لتسفل السين وهمسها، وتصعّد ما بعدها وإطباقه وجهره، ليكون عمل اللسان من جهة واحدة، فذلك أخف عليهم (٢).

«٨» فإن قيل: فما اختيارك في ذلك؟

فالجواب أن الاختيار القراءة بالصاد اتباعا لخط المصحف، ولإجماع القراء عليه، ولما ذكرنا من مشابهة الصاد بالطاء في الإطباق، وبعد السين من الطاء في الهمس والتسفل الّلذين فيها.

«٩» قوله: (وعليهم، واليهم، ولديهم) وبابه، إن سأل سائل فقال: ما علة حمزة في ضم الهاء في هذه الثلاثة، في وصله ووقفه (٣)؟

فالجواب أن الهاء والميم من «هم» أصلها الضم، وصلت (٤) واو بالميم، لكن الميم أسكنت استخفافا، وحذفت الواو اختصارا، لأن المعنى لا يشكل، فلمّا (٥) دخلت «على والى ولدى» (٦) على الهاء أبقاها مضمومة على أصلها قبل دخولهن، لأن الداخل عليها عارض، ولأن هذه الياءات في «عليهم وإليهم ولديهم» عارضة أيضا، إنما أصلهن ألف، وإنا ينقلبن إلى الياء عند اتصالهن بالمضمر (٧)، والياء عارضة غير لازمة، فلم يعتد (٨) بها وترك الهاء على ضمتها الأصلية.


(١) ص: «بين».
(٢) الحجة ١/ ٣٨، والتبصرة ١٣/ ١، وردّ أبو علي الفارسي ما نقله الأصمعي روايته عن أبي عمرو قراءة الزاي في هذا الحرف، وكره هذه اللغة، انظر الحجة ١/ ٣٧، وزاد المسير ١/ ١٤
(٣) التبصرة ١٣/ ١، والحجة ١/ ٤٢، ويذكر ابن خالويه انها لغة رسول الله ، انظر إعراب ثلاثين سورة ٣٢، ووافق حمزة على ذلك يعقوب بل زاد الأخير فضم كل هاء قبلها ياء ساكنة، انظر المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٢/ ١، والنشر ١/ ٢٧
(٤) ب: «وصله» وتصويبها من: ص.
(٥) ص: «كلما».
(٦) لفظ «لدى» سقط من: ص.
(٧) ص: «الضمير».
(٨) فاعل هذا الفعل والأفعال التالية له هو ضمير الغيبة يعود على «حمزة».