للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿سِينِينَ﴾ «التين ٢». فهو كما قال: ﴿مِيكالَ﴾ «البقرة ٩٨» و (ميكائيل) (١) فكان الأصل «سلام على إلياسين»، فجمع المنسوب إلى «إلياس» بالياء والنون، فوقع السلام على من نسب إليه من أمته المؤمنين، وهذه الياء تحذف كثيرا من النسب في الجمع المسلّم والمكسّر، ولذلك قالوا: المهالبة والمسامعة، وأحدهم مسمعي ومهلّبي (٢). وقالوا (٣): الأعجمون والنميرون (٤)، والواحد أعجمي ونميري، فحذفت ياء النسب في الجمعين استخفافا، لثقل الياء وثقل الجمع، فكذلك «إلياسين» في قراءة من كسر الهمزة، إنما هو على النسب، وحذفت الياء من الجمع، على ما ذكرنا، ولو لم يكن ذلك على النسب لكان كل واحد من أمة النبي اسمه إلياس، وليس كذلك، إنما «إلياس» اسم نبيهم فنسبوا إليه (٥).

«١٨» قوله: ﴿اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ﴾ قرأه حفص وحمزة والكسائي بنصب الثلاثة الأسماء، أبدل اسم الله جلّ ذكره من «أحسن»، ونصب «ربكم» على النعت ل «الله»، وعطف عليه «وربّ آبائكم».


(١) هي قراءة سوى حفص ونافع من السبعة انظر التيسير ٧٥.
(٢) المسمعي نسبة إلى مسمع بن عبد الملك بن مسمع وكنيته أبو سيّار، ومن ولد هذا الأمير المسمعي صاحب فارس واسمه إبراهيم بن عبد الله، والمهلبي نسبة إلى المهلب بن أبي صفرة، وله من الولد نحو ثلاث مائة، انظر جمهرة أنساب العرب ٣٢٠، ٣٦٧.
(٣) ب: «وقال» وتوجيهه من: ص، ر.
(٤) هذه النسبة إلى نمير بن عامر بن صعصعة ومن أشهر أولاده الحارث وفي هذا شرف بن نمير، وعبد الله بن الحارث وكان في هذا البيت، انظر جمهرة أنساب العرب ٢٧٩.
(٥) التيسير ١٨٧، والنشر ٢/ ٣٤٥، وإيضاح الوقف والابتداء ٤٤٤، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٩٩ /أ، والحجة في القراءات السبع ٢٧٧ - ٢٧٨، وزاد المسير ٧/ ٧٩، وتفسير ابن كثير ٤/ ٢٠، وتفسير النسفي ٤/ ٢٨.