للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكذلك الجواب في كسرة (١) الهاء في عليهما، ولم يضم الهاء على أصلها، إذ ليس بعد الهاء ما يقوّي الضم فيها، من حرف أصله الضم كالميم، إنما بعدها في «عليهما» فتحة.

«١١» فإن قيل: فما علة حمزة والكسائي في ضمهما الهاء والميم إذا أتى بعدهما ساكن، وقبل الهاء ياء أو كسرة يوجبان كسر الهاء (٢) نحو: ﴿يُرِيهِمُ اللهُ﴾ «البقرة ١٦٧» و ﴿مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ﴾ «القصص ٢٣»؟

فالجواب أنهما لما اضطرا إلى حركة الميم، للساكن الذي (٣) أتى بعدها، ردّا الميم إلى الضمة التي هي أصلها، وكان ردها إلى أصلها (٤)، عند الحاجة، بحركتها أولى من ردّها إلى حركة، ليست بأصل لها، فلما وجب ضم الميم أتبعت الهاء حركة الميم، وردت أيضا إلى أصلها، وهو الضم، وقوي ردّها إلى أصلها، لأن بعدها ميما فردت الى الضمّ، الذي هو أصلها، فإذا وقفا انفصل الساكن، وسكنت الميم، فرجعت الهاء إلى الكسر للياء التي قبلها.

وحجة أبي عمرو في كسرة (١) الهاء والميم، إذا أتى بعدهما ساكن وقبل الهاء ياء أو كسرة (٥)، أنه لما اضطر إلى حركة الميم، لالتقاء الساكنين كسرها لذلك على أصل الكسر (٦) في التقاء الساكنين، وكان ذلك عنده أولى بها (٧) لكسرة الهاء قبلها، فأتبع الكسر الكسر (٦)، فلمّا كسر الميم أتبعها كسرة الهاء قبلها، وكان قد كسر الهاء للياء التي قبلها. وقد يحتمل أنه قدّر في الميم الكسر على لغة من يقول: «عليهم»


(١) ص: «كسر».
(٢) التبصرة ١٣/ ١، والتيسير ١٩، والنشر ١/ ٢٧، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٢/ ١
(٣) ص: «التي».
(٤) لفظ «أصلها» سقط من: ص.
(٥) مذهب أبي عمرو في ذلك الوصل خاصة، انظر المصادر المذكورة في الملاحظة «٢».
(٦) لفظ «الكسر» سقط من: ص.
(٧) لفظ «بها» سقط من: ص.