للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٣» قوله: ﴿أَوْ أَنْ يُظْهِرَ﴾ قرأه الكوفيون، «أو أن» بإسكان الواو، وهمزة قبلها. جعلوها «أو» التي (١) للتخيير أو للإباحة، كأنه قال:

إني أخاف هذا الضرب عليكم، كما تقول: كل خبزا أو تمرا، أي: كل هذا الضرب من الطعام، وكذلك هي في مصاحف أهل الكوفة بزيادة ألف قبل الواو.

وقرأ الباقون «وأن» بفتح الواو من غير همزة قبلها، جعلوها واو عطف، على معنى: إني أخاف عليكم هذين الأمرين، وهو الاختيار، لأن «فرعون» خاف الأمرين جميعا أن يقعا من موسى [] (٢) وقد وقعا، فبدّل الله دينهم بالإيمان وأفسد ملك فرعون (٣).

«٤» قوله: ﴿أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ﴾ قرأ نافع وأبو عمرو وحفص بضمّ الياء، وكسر الهاء، ونصب الفساد، نسبوا الفعل إلى موسى [] (٢) فهو فاعل الإظهار، وانتصب الفساد ب «يظهر» والفاعل مضمر في «يظهر»، وهو موسى، على معنى: أن فرعون قال أخاف أن يظهر موسى الفساد في الأرض، ولمّا كان التبديل مضافا إلى موسى وجب أن يكون الإظهار أيضا مضافا إليه، ليتفق الفعلان في المعنى، فيكونان مضافين إلى موسى، وهو الاختيار، لصحة معناه وللمطابقة بين الفعلين، وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء، ورفع «الفساد»، أضافوا الفعل إلى «الفساد»، فرفعوه به، لأنه فاعل بظهوره، ولأن التبديل إذا وقع في الدين ظهر الفساد في الأرض، فحمل الكلام الثاني على معنى الأول (٤).

«٥» قوله: ﴿كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّارٍ﴾ قرأ أبو عمرو وابن ذكوان


(١) ب: «الذي» وتصويبه من: ص، ر.
(٢) تكملة مسحبة من: ر.
(٣) الحجة في القراءات السبع ٢٨٧ - ٢٨٨، وزاد المسير ٧/ ٢١٦، وتفسير النسفي ٤/ ٧٦.
(٤) تفسير ابن كثير ٤/ ٧٧، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١١٩ /أ، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٩٧ /أ.