للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوجوهها وطرقها، والضبط لها، مع الفضل والدين، وحسن المعاشرة والثقة.

ووصفه ابن الجزري بأنه كان عجبا في القراءات، وأن الناس أخذوا عنه كثيرا، وكانت وفاته سنة أربع وخمسين وأربعمائة (١).

ومن الولاة أبو الوليد محمد بن جهور، الذي تولّى أمر قرطبة بعد أبيه أبي الحزم بن جهور. وقد سمع في شبيبته علما كثيرا ورواه. وذكر ابن بشكوال أنه قرأ تسمية شيوخه المذكورين بخطّ يده. وكان فيها كتب كثيرة تدل على عنايته بالعلم. وكان منهم أبو المطرف القنازعي وأبو محمد بن بنوش والقاضي يونس، ومكي الذي أقرأه القرآن حتى جوّده. وتوفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة بعد أن اعتقله المعتمد بن عبّاد (٢).

ومنهم أبو عبد الله بن شريح واسمه محمد بن شريح بن أحمد، وهو من إشبيلية. وكانت له رحلة لقي فيها كثيرا من الشيوخ الكبار، منهم أبو ذرّ الهروي وأبو العباس بن نفيس وأبو الحسن القنطري وتاج الأئمة أحمد بن علي ومكي بن أبي طالب الذي أجاز له. وكان من جلة المقرئين وخيارهم، ثقة وتلا عليه بالقراءات الثمان ابنه أبو الحسن بن شريح وعيسى بن حزم. وله كتاب «الكافي في القراءات» وكتاب «التذكرة» واختصار «الحجة» لأبي علي. وتوفي سنة ست وسبعين وأربعمائة (٣).

وكذلك الفقيه المحدث أبو عبد الله محمد بن عتّاب، وهو قرطبي، وكبير المفتين بها. وقد روى عن مكي ومن في طبقته، منهم أبو بكر التجيبي وأبو القاسم خلف بن يحيى وأبو المطرف القنازعي. ذكره ابن بشكوال وأبو علي الغساني فوصفاه بالجلال والعلم والعفاف والتمكن في علوم شتى. وتوفي سنة


(١) الصلة ٥٠٩، وطبقات القراء ٢/ ٨٩
(٢) الصلة ٥١٧، وبغية الملتمس ٥٤
(٣) الصلة ٥٢٣، وطبقات القراء ٢/ ١٥٣، وشذرات الذهب ٣/ ٣٥٤

<<  <  ج: ص:  >  >>