للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«الحجر ٦» جوابه: ﴿ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ «القلم ٢».

ف «لا» كالمتوسطة، وقيل: لا، في أول هذه السورة ردّ لكلام متقدّم في سورة أخرى، و «أقسم» مبتدأ به غير منفي (١).

«٣» قوله: ﴿فَإِذا بَرِقَ﴾ قرأه نافع بفتح الراء على معنى «لمع وشخص» عند الموت أو عند البعث، وقرأ الباقون بكسر الراء، على معنى «حار وفزع البصر عند البعث» وقيل: عند الموت. وقوله: ﴿وَخَسَفَ الْقَمَرُ﴾.

﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ﴾ «٨ - ١٠» وما بعده يدلّ على أن ذلك يكون يوم القيامة، وقيل: هما لغتان بمعنى «حار» (٢).

«٤» قوله: ﴿بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ. وَتَذَرُونَ﴾ قرأهما الكوفيون ونافع بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم يا محمد: بل تحبون العاجلة وتذرون.

وقرأ الباقون بالياء فيهما، على الغيبة، ردّوه على لفظ الغيبة المتقدّم الذكر، وهو قوله: ﴿يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ﴾ «١٣»، و «الإنسان» في هذه اللفظة واحد يراد به الجمع، لأنه اسم للجنس. وروى أبو سلمة (٣) أنّ النبي قرأ: «يحبون ويذرون ويحبون المال ويأكلون التراث ويحضون»


(١) معاني القرآن ١/ ٨، وتفسير الطبري ٣/ ٢٤٦، ١٢/ ٣٢٣، وإيضاح الوقف والابتداء ١٤٢، والحجة في القراءات السبع ٣٢٩، وزاد المسير ٨/ ٤١٥، وتفسير القرطبي ١٩/ ٩٠، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٢٤٧ /ب.
(٢) زاد المسير ٨/ ٤١٨، وتفسير ابن كثير ٤/ ٤٤٨، وتفسير النسفي ٤/ ٣١٤، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١١٥ /ب.
(٣) أغلب أن يكون أبو سلمة بن سفيان بن عبد الأسد، وهو ابن أخي سلمة ابن عبد الأسد بن هلال زوج أم سلمة أمّ المؤمنين، وأخوه الأسود بن نوفل بن خويلد الأسدي ابن أخي خديجة زوج رسول الله ، وله عقب منهم محمد بن عبد الرحمن المعروف بالأوقص قاضي المدينة في زمن موسى الهادي، انظر الإصابة ٧/ ٩٠.