للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن يحضّ بعضكم بعضا [على إطعام المسكين أي يحرّض بعضكم بعضا] (١) على ذلك، فحذفت (٢) إحدى التاءين استخفافا، ك «تظاهرون وتساءلون»، وأدغمت الضاد في الضاد. وقرأ الباقون «تحضون» بغير ألف، جعلوه من «حضّ يحضّ» وهو في المعنى ك «تحاضون» (٣).

«٤» قوله: ﴿لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ. وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ﴾ قرأ ذلك الكسائي بفتح الذال والثاء، على ما لم يسمّ فاعله، أضاف الفعلين إلى الكافر المعذب الموثق، ورفع «أحدا»، لأنه مفعول لم يسمّ فاعله، فالهاء في «عذابه» للكافر، وكذلك [هي] (٤) في «وثاقه»، وهو الإنسان المذكور في قوله:

﴿يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ﴾ «٢٣» والتقدير: لا يعذب أحد مثل تعذيبه، ولا يوثق أحد مثل إيثاقه، فأقام «العذاب» مقام التعذيب، و «الوثاق» مقام الإيثاق، كما استعملوا العطاء في موضع الإعطاء. والعذاب والوثاق اسمان وقعا موقع مصدرين، وذلك مستعمل في كلام العرب. قال الفرّاء في معنى هذه القراءة:

فيومئذ لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله في الآخرة. وروي أن النبي : كان يقرأ بفتح الذال والثاء. وقرأ الباقون بكسر الذال والثاء من «يعذّب، ويوثق»، أضافوا الفعل إلى الله جلّ ذكره، والهاء في «عذابه ووثاقه» لله جلّ ذكره، والتقدير: فيومئذ لا يعذب أحد أحدا مثل تعذيب الله للكافرين (٥) ولا يوثق أحد أحدا مثل إيثاق الله للكافرين، و «أحد» فاعل.

وقيل: تقديره: فيومئذ لا يعذّب أحد أحدا مثل تعذيب الكافر، ولا يوثق أحد أحدا مثل إيثاق الكافر، فتكون كالقراءة الأولى على هذا التقدير، لإضافة


(١) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٢) ب: «فحذف» ورجحت ما في: ص، ر.
(٣) الحجة في القراءات السبع ٣٤٣، وزاد المسير ٩/ ١٢٠، وتفسير النسفي ٤/ ٣٥٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٢٠ /ب.
(٤) تكملة موضحة من: ص، ر.