للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالهمزة مخففة منوية مرادة في النية، فمدّ (١) لذلك. و «يؤاخذكم» قد يمكن أن تكون الواو فيه لا أصل لها في الهمز، وأتت على لغة من قال: «واخذته» (٣)، فإذا لم يكن للواو في الهمز أصل لم يجب المد من أجلها.

«١٠» فإن قيل: قد ذكرت في كتاب «التبصرة» أنه اختلف عن ورش في الابتداء بألف الوصل إذا دخلت على همزة أصلية فأبدل منها (٢) ياء نحو ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ﴾ «يونس ١٥»، ونحو: ﴿اؤْتُمِنَ﴾ «البقرة ٢٨٣» وشبهه، وقلت فيه الوجهان المدّ وتركه، فما وجه ذلك (٤)؟

فالجواب أن من مدّ هذا الصنف لورش جرى على أصله في مدّه الياء والواو، وإذا أتت قبلهما (٥) همزة لخفائهما، وشبّهه ب «إيمان» (٦) وشبهه، فمدّ للهمزة قبل الياء (٧)، وعامل اللفظ، ومن لم يمدّه أسقط المدّ، لأن ألف الوصل عارضة والابتداء [بها] (٨) عارض، وبدل الياء من الهمزة عارض (٩)، فلمّا لم يكن شيء من ذلك (١٠) ترك (١١) المدّ، وهو أقيس لما ذكرنا، ولإجماع القراء على ترك المدّ في الابتداء بهذا ونحوه، ولهذا قلنا: إن الوقف لورش على قوله: «خطأ، وملجأ، وماء، وجفاء» (١٢) بمدّة غير مشبعة، لأنها ألف حدثت في الوقف


(١) ص: «يمد».
(٢) ذكر الفيروزبادي هذه اللغة ونهى عنها، انظر القاموس المحيط (اخذ).
(٣) ص: «فأبدلت منهما».
(٤) هو أصل مطرد عليه الخلاف، انظر التبصرة ١٥ /أ، والتيسير ٣٤، وإبراز المعاني ١٠٩ والنشر ١/ ٢٤٠
(٥) ب، ص: «قبلها» والعبارة تقتضي ما أثبت.
(٦) الحرف في سورة البقرة (آ ١٠٨).
(٧) لفظ «الياء» سقط من: ص.
(٨) تكملة مناسبة من: ص.
(٩) قوله: «وبدل … عارض» سقط من: ص.
(١٠) ص: «من ذلك شيء لازم».
(١١) ص: «يمد».
(١٢) أول هذه الأحرف وثالثها في سورة البقرة (آ ٩٢، ٢٢) وثانيها في التوبة (آ ٥٧)، ورابعها في الرعد (آ ١٧).