للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ساعيا في قلة المجد مدركا ... بأفعاله ما ليس يدركه الوصف

ولم نر شيئا يحمل العبء حمله ... ويستصغر الدنيا ويحمله طرف

وقريب منهما قول ابن هاني الأندلسي (١). وهو:

فلو أنني شبهته البحر زاخرا ... خشيت يكون المدح في مثله قذفا

وما تعدل الأنواء صغرى بناته ... وكيف بشيء يعدل الزند والكفا

فتى تسحب الدنيا به خيلاءها ... وقد طمحت طرفا وقد شمخت أنفا

عطف إلى القصيدة المترجمة:

ضبارم لو أبدى نزاله في الوغى ... ليبدى بلا يسم نواجذه الرغف (٢)

أتتني غداة الكر هربا عنانه ... مقارعة الأبطال والفيلق الرجف

مجيب الندى شاكي السلاح إذا التقى ... نباتهم كالوبل في نحره الطرف

حليف الظبا لم يغترب حيث حله ... فما حل إلا والحسام له حلف

بقائمة لو لم تبل يمينه ... لحن إليه كيف وهو له ألف

أخو ثقة من يعتلى فوقه به ... تضجر لكن الزهوق له أف

أتوحش حدباء وأنت لأهلها ... أنيس وإذ فارقتها كم لها لهف

رأوا بك نارت ثم طابت فأرخوا ... محياك بدر حدقه العنبر العرف

***


(١) مرت ترجمته في ص ٤٣٦ ج ١.
(٢) الضبارم: كعلابط الاسد والرجل الحريء على الاعداء. والرغف: جمع رغيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>