للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحابر والأقلام، وأنجح من توغل في تصفية الأذهان والافهام ناصر رايات الكمالات والحكم، وهاصر عناقيد البلاغة للأمم سراج زوايا المساجد الورع المتهجر، ونفائس خبايا المعابد الخشع المتنجد.

حاز قصب السبق نظما ونثرا، وأوسع أهل خطته لكمالاته جبرا وقسرا. اقتفى أثر ابن نباتة في خطبه، وتم له ما عطف عنانه اليه على وفق مطلبه:


- وان شيخه في الطريقة القادرية السيد اسماعيل بن السيد البرزنجي المشهور عندهم. وفي الطريقة القادرية ايضا والنقشبندية صحبة وتربية الشيخ احمد البغدادي الآخذ عن الشيخ قاسم الخاني. صاحب سير السلوك الشهير في حلب بسقاط الاقفال، لان الاقفال كانت تسقط عن ابواب البلد اذا اراد الخروج منها. انتهى ما كتبه.
وعمره الآن قد قارب السبعين وله شعر لطيف ثم ذكر له اربعة أبيات.
وترجم له صاحب غاية المرام فقال: علامة العلوم، بالمنطوق والمفهوم. قرأ على ملا عبد الله الأصم الاربلي. وفتح الله الحيدري، واخيه اسماعيلى ذى العلم الجزيل. ثم على العلم صبغة الله افندى الحيدري في بغداد. واخذ الطريقة القادرية على السيد اسماعيل البرزنجي. ثم اخذ الطريقة النقشبندية عن السيد أحمد البغدادي. ثم قدم الى الموصل ودرس بها. ثم عاد الى اربيل ثم توجه الى العقر ودرس بها. فاستدعاه الى الموصل سليمان باشا الجليلي فقدم. ودرس بمدرسة والده وجده- مدرسة جامع الباشا- ثم تولى الخطابة في جامع الوزراء المذكورين. ثم ولي مدرسة محمد باشا الجليلي اضافة الى ما في يده.
وتوفي فجأة في دار الوزير المذكور سنة ست ومائتين والف. وقد اجاز المترجم جماعة من علماء الموصل المشهورين.
وترجم له المرادي صاحب سلك الدرر (٢: ٩) فقال: «جرجيس الاربلي امام اربل ومقتداها المبرز ادبا وفضلا وعملا، والحائز قصب السبق ذوقا وفهما. نشأ في اربل ثم رحل الى ما ماوران فأخذ على أهلها نبذة من العلم. ثم قرأ على صبغة الله العلامة ومكث في بغداد مدة. وله الى الموصل سفرات عدة. ثم في سنة ثمان وسبعين دخلها ايضا. وكان له اليد الطولى في العلوم الغريبة وانقطاع للعبادة.
واخذ اجازة في الطريقة القادرية. ومكث كذلك مدة. ودرس في الموصل في مدرسة قريبا من الحضرة الجرجيسية مدة من الزمان. ثم استوطن اربلا وهو الآن فيها. وسنه يقارب الاربعين. وله حواش وتعليقات ومنظومات رشيقة». وذكر له الابيات التي ذكرت في المنهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>