للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أديب تسلق هام السماك ... فحاز الفخار بنيل العلى

وأجرى العنان بذاك الفضاء ... فكان هلالا لكل الملا

وها هو للناس ذاك الهلال ... لكل الكمالات قد حصلا

نكتة الزمان وسره، ونسيجة الإذعان بأسره. بضعة جسد المعارف وفلذة كبد اللطائف. واحد الأزمنة والاعصار، وهلال المدائن والأمصار. فشرفه لا يدانيه شرف، ولا يتصور في كمال توصيفه سرف. فهو من عطية الزمن وحسناته، ومن موانح الدهر وعطياته يسحر ببيانه الألباب والعقول، ويبهر في كل ما ينشي ويقول.

فهو في العلوم علامة الدهر. والوحيد الذي لم يكن له ثاني في ذلك العصر.

مقتدى السادة الصوفية، وامام تلك الزمرة الصفية. له نثر كالمرجان، وشعر بكل لسان. وهو الآن مدرس بلدنا القاعد على بساط الإفادة، وأديب ديارنا الصاعد إلى أسنمة الفضل والسيادة.

وقد اثبت قطعة من نظمه تغني عن العود والمزامير عند إنشادها ونبذة من نفثاته تستهزئ بالغمائم عند إبراقها وإرعادها، وهي كالنسيم في جنة النعيم.

فمن ذلك قول مصدرا ومعجزا لهذين البيتين، وقد جرى ذكرهما وصعوبة تفكيكهما:

ورب حمامة في الدرج باتت ... بأشجان وحزن مستكن

على أيام وصل حيث فاتت ... تعيد النوح فنا بعد فن

<<  <  ج: ص:  >  >>