للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقبل أهل العلم إلى طواف أركان فضله واستلامها، وتوجه أرباب الفهم إلى تقبيل حجر مجده الذي وضع من مدينة العلم عند باب سلامها، فأذعن أرباب الطلب لديه، وسلموا زمام انقيادهم اليه:

امام المعالي والفضائل والتقى ... وراثة جد عن نمي إلى جد

إمام همام في الأنام وسيد ... مناقبه جلت عن الحد والعد

أقام سوق المعارف على ساقها، وأبدع في نظام محاسنها واتساقها ملأ بعلومه الأقطار، وظهر ظهور الشمس في ضحوة النهار.

أقر لفضله ثغر الزمان وابتسم، وارتسم به نقش الفضائل واتسم.

فصيته الشائع دليل على قدره، دلالة أشعة الهلال ليلة بدره، إذ هو مطلع الأضواء والكمال، ومغارب الإفتاء والمعال. قد سقت بروج الكمالات كمالاته، وانسدلت على بدور الأذهان هالاته. تساقط على أوراق أغصان الفضل، تساقط الطل،


-
قد أنار الكون في ... علمه شمس الزمن
جل من أهدى لنا ... صبغة الله ومن
كان بعض أصحابه يعجبه هذا الاسم الذي لم يجعل له من قبل سميا فخطر لي فيه معنى:
قيل لي اسم لطيف ... ذاته برق وحض
فهل الاسم المسمى ... قلت ما هذا الغرض
ذاته نور أتاها ... صبغة الله عرض
ثم اورد قصيدة نونية لبعض أصحابه في مدح والد صبغة الله».
وترجم له المؤرخ الموصلي ياسين بن خير الله العمري (غاية المرام ص ٢٦٢) فقال:
«علامة العلوم، وحبر الفهوم، من بيت علم وعمل وزهد وعفاف وتقوى وانصاف، أخذ العلم عنه جميع العلماء المعاصرين له في الموصل وبغداد، وهو من قرية ماوران، ورحل الى بغداد واستوطنها، وحصل له الاكرام من وزرائها، توفي سنة ١١٨٧ في طاعون بغداد ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>