وسامية الأعلام تلحظ دونها ... سنا النجم في آفاقها متضائلا
نسخن به إيوان كسرى بن هرمز ... فأصبح في أرض المدائن عاطلا
فلو أبصرت ذات العماد عمادها ... لأعيت أعاليها حسادا وآملا
ولو لحظت حسناء تدمر حسنها ... درت كيف تبني بعدهن المجاولا
حيا الله دار السلام، وحباها بالعز والإكرام، لم يكن عليها في لطافتها كلام، تحي العليل، وتشفي الغليل. وتورث القلوب نشاطاً وسروراً، وتولي أرباب الكمد انبساطا وحبورا. فيها الكمال مذخور، والأدب مأثور، والعلم ظاهر. والفضل متكاثر.
وهي ذات القلعة، والحصانة والمنعة. والخندق والباري، واللطف الساري. أم الفضل، التي لم يكن لها في كمالها مثل.
سقى جانبي بغداد كل غمامة ... يحاكي دموع المستهام هموعها
معاهد من غزلان ألف تحالفت ... لواحظها أن لا يداوي صريعها
بها تسكن النفس النفور ويغتدي ... بآنس من قلب المقيم نزيعها
يحن إليها كل قلب كأنما ... تشاد بحبات القلوب ربوعها
فكل ليالي وصلها زمن الصبا ... وكل فصول الدهر فيها ربيعها
ولأهلها من عهد بني العباس، لما كان الزمان ضاحكاً غير