للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس، رئاسة في الشعر والأدب، وخلافة في معرفة أيام العرب.

فشعرهم غذاء الروح، ومرهم القلب الكليم المجروح. كأنما نسجوه من خيوط اللطافة، وحاكوه على نول التفويق والانافة، وسلكوه في سمط البلاغة سلك اللآل، وجعلوه قلادة لنحور العارفين من الرجال. فباهوا بأشعارهم غرر النفوس، والحق أن لا عطر بعد عروس.

إذا ذكروا حنت عروقي وأعظمي ... إليهم ولم يرو غليلي سواهم

بقلبي لهم شوق يكاد يذيبني ... ويقلقني دون الأنام هواهم

ومع ما لهم من الأدب من وراثة، وفي مزارع الكمال من حراثة جدد ذكرهم، ورقق فكرهم، الوزير المرحوم، والهزبر المعلوم. الآصف الأسمى. والوكيل الأنمى، أرسطو الآراء، ونتيجة العظماء، ومطلق الوكلاء. فريد الزمان، الذي لم ينتج بنظيره الدوران. ذو الآراء الصائبة، والأفكار الثاقبة، خلاصة من ملك القلم والسيف، وإكرام النزيل والضيف. حاتم العصر الذي لم ير مثله الدهر. أسخى من بذل، وأشجع من حمل السمر والذبل. المرحوم المغفور، والمشكور المبرور، أحمد السيرة، محمود السريرة، أحمد باشا أسكنه الله الجنان وحفه بشآبيب الغفران.

<<  <  ج: ص:  >  >>