أهدى مليك الفرس إعظاماً له ... فيلا يروق لمثله إتحافه
فيل أعارته المها أحداقها ... فتلبست بسوادها أطرافه
ليل قد اغتصب الصباح فصا ... غه نابين تبسم عنهما أسدافه
أولا فزورق عنبر خرطومه ... منه الشراع ونابه مجدافه
أو كالنجاشي مفرداً عن جيشه ... وافاه يرجو عنده إسعافه
جذلان يخطر في المسير كأنما ... طافت عليه من السرور سلافه
ويكر في جمع العداة بملتو ... كالصل يغتال النفوس زعافه
وكأنه متعبد طول الدجى ... يجفو لذيذ هجوعه ويعافه
وله خضوع بالسلام كمملق ... للضر قد أودى به إجحافه
أسروا به متصدياً في موكب ... ما أن يحيط بنعته وصافه
فلئن نحا وحش الفلا وصقوره ... فلطالما سبت العدى أسيافه
يا من إذا قصد العدى بمفازة ... فنسورها وسباعها أضيافه
جردت في الأكراد عضب جلادة ... بيد التجارب راعهم إرهافه
وأسلت بحراً من دماء نحورهم ... في البر هام سراتهم أصدافه
وكأن مهجة كل يوم منهم ... ورد أطاعك بالرماح قطافه
في كل معتزم يحث إلى العدى ... طرفاً يخب بضيغم اكنافه
وتهازمت فرق تكدر بعدهم ... شجر المربع رحلهم مصطافه
فأعدت ثغر الثغر أزهر باسما ... والمجد سر جناته وشغافه
ورجعت والنصر العزيز محالف ... رايات عزك ظاهر ابلافه