وأنت تشم الدهر شيحاً واذخرا ... وتلتذ منها بالحديث وقد جرى
حديث سواها في خروق المسامع ... فلما صحا النشوان من خمرة اللمى
وألبس للآداب برداً منمنما ... غدا قائلا لما أتاها مسلما
أجلك يا ليلى عن العين إنما ... أراك بقلب خاضع لك خاشع
وله أيضا مخمساً بيتي المجنون أيضاً:
أسال العشق دمع العين سيلا ... وشن على الحشى رجلا وخيلا
فصيرني الهوى صبحاً وليلا ... أمر على الديار ديار ليلى
أقبل ذا الجدار وذا الجدارا ... أشم تراب من للعقل نسبي
فينعش نشره المسكي لبي ... واستلم السلام بكل شعب
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا
وله وقد شطرهما:
أمر على الديار ديار ليلى ... فألقى العاشقين بها حيارى
وأطلب غفلة الرقباء عني ... فألثم ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ... وان حازت محاسن لا تبارى
وكانت كالجنان مزخرفات ... ولكن حب من سكن الديارا
واتفق انه حضرنا معه في مجلس، وكنت إذ ذاك شاباً، فجرى ذكر القريض فقال رأيت على باب مرقد أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين مكتوبا بيتين من الشعر، وقد خمستهما وشطرتهما،