زفت لجنابه من المعالي عروسها، وصعد أفلاك المعارف فدانت له شموسها، رقى أوج المكارم فكان قطبها الثابت. رتع في مروج الولاية، وقطف أزهار الموانح والهداية، فلم يخل ناد من سماحة ولم ينج زند من اقتداحه.
ورث العلم والرئاسة من أجداده، ونال أعلى المراتب بغريب استعداده. فالأديب نزيل هو منجده، والمجد عبد هو سيده.
فجميع الأدباء تحت ظلاله، تستمد الفضل من عام فضله وعميم افضاله. لم ير في الأدب والعلم والرئاسة له مثال، ويحق لمثله شمس كمال، ان يستهزئ بأقمار الليال.
وساحته مثوى الوفود فلم يزل ... يفارقها وفد وينتابها وفد
أغر كأن المجتلين جبينه ... وقد ملأ الأنوار أعينهم رمد
يحوم على راياته النصر والضيا ... بكفيه يجري فوقها الدم والحقد
ملك العلوم والأدب، وفاق برفيع المجد والحسب. سامي المقدار، الذي تلوح من غرره شموس وأقمار. وارف الأفياء والظلال، المشرق كالأقمار في الليال، يجري لسانه من الكلام، ما يستحسنه الدهر فضلا عن الأنام.
فيه لوذعية ترقيه، وألمعية من غرر در المحاسن تنقيه. له همم سائغة المذاق، وكرم ثبت له في ميدان العطاء السباق، مروق الخصال والأخلاق، مشمول الشمائل على الإطلاق.
له جل فضل لو تجسم بعضه ... ومر بأهل الأرض لافتتن الكل