همم إلى صرف العلا مصروفة ... وحجا أقام وقذ تزحزح يذبل
وبلاغة راقت أزاهر روضها ... وغدت تحية من يقيم ويرحل
رفعته أيدي الهمم من حضيض القلم إلى أوج السيف والحسام، فحاز بالعهد القريب شهامة الرئاستين واختص بذلك الكم والكيف بين الأنام. خطبته عروس الرئاسة فبذل لها من عزماته الصادقة صداق المهر، واتخذته كفؤا عن سائر الأمثال والأقران فافتخر بزفافه ومصاهرته هذا الدهر على كل دهر. فولدت له الوزارة العلية وجعلته الوكيل المطلق، وشيدت به معالم الإدارة فكان لعدوها الحتف الأحمر والموت الأزرق.
ختم بمجده وزراء آل عثمان فصار في المجد مقتداهم، ورقى بأنواع المعارف والعرفان، إلى ذرى المكارم فكان في المعالي مناهم. افتخرت به تلك الرتبة كما يفتخر الجيد بالدرر، وزهت به موانح السنية كما يزهو الليل عند إشراق القمر. صعد إلى ذروة الشرف، فملك بفضله أنواع الظرف.
ساد بالعلم والأدب، فغدا حجة لسان العجم والعرب. فهو الآن سراج الرياسة والوكالة، وشمعة المحامد والمواهب والبسالة، وقطب الفلك الدوار، الذي عليه في كل المكارم المدار.
وزير خطير واحد وموحد ... جليل نجيب في الفضائل بارع
له في الورى أيد تجل مواهباً ... لها البذل ورد والسخاء مشارع
فكل نهى قد حله فهو منتهى ... إلى الخلق لم تقطع لديه المطامع
جواد كريم سيد وابن سيد ... هو الشمس يبدو والنوال المطالع