للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له شعر بالتركي أرق من نسيم الأسحار، وفضل غير محكي يطرب بآثاره الهزار. وله صنوف معارف أبهى من الورود نضارة.

وأنواع لطائف أضوأ من الشموس ضياء وأنور من البدور إنارة.

قد جمع من الفضل ما لو تجزأ لوفى أن يكون قلائد لجميع النحور.

ومفاخر لأعناق الحور عن النور. على ممر الأيام والدهور. اذ هو مجرد سبب، لم يكن فيه مظنة ريب.

فذا خير من لاذ الرجاء بسيبه ... وأعرض صفحا من مؤلمه الياس

ففي سيبه مد السخاء رواقه ... وخيم في أرجائه الجود والباس

وفوق سرير العدل مذ حل هيبة ... تخر له من فرط هيبته الناس

كنت في معيته في بعض أسفاره، ويرجى شعاع الظفر من أشعة أقماره، وهو سلمه الله رئيس ذلك العسكر، يصول بالفتك الأشقر، والموت الأحمر. ولما قرب العدو والناس أموات في صورة أحياء، مترقبين لورود المنية وحلول الفناء، رأيته وهو يرتب الجيوش ويعبيها، ويشجع الشجعان ببأسه وينسيها، فرأيت من رأيه كل ما يصيب، ومن رشده كل ما يردع ويهيب. ومن شجاعته ما يردع المسامع، ويملا الصحف والمجامع. لو أبصره ابن شداد، لأقسم بالسبع الشداد. إن هذا هو الشجاع الذي لم يقبل النظير، وان الله على كل شيء قدير.

ندب يدل على علاه خلاله ... كالسيف يزري فضله في الجوهر

سيف تحلى بالعلاء رئاسة ... وصفت جواهره لطيب المكسر

<<  <  ج: ص:  >  >>