فيا له مؤلف لو تقرب له ابن بسام بما ادخره في الذخيرة ليرى لمحة من هذه الفنون، لقيل له بل أنتم بهديتكم تفرحون.
كتاب انجلى له صدر مرآة الزمان وتزخرفت زينة للدهر.
وتفتحت صدفة المعارف عن اليتيمة وبرزت من خدرها دمية القصر. ودارت السلافة على الراحات فأبى أن تضاهيه مع قدم العصر. وجرت ذيول سطوره النجاشية على ملاعب خرائد الفتح ابن خاقان، فتعثرت له بأذيالها وانقطع سلك قلائد العقيان.
وهل الريحانة إلا فرد من نوع هذا الجنس، وتاء الوحدة أعدل شاهد لهذا الروض عند الحدس. وإذا كان الأمر كذلك فما ترى ترقى إلى هذه الشمة صاحب الشمامة، فهو من الشهود عليهم بأن أقلامه جارية في الثناء على هذا المرسوم الشريف وخدامه.
لله روض نضير لا نظير له ... من كف منشيه أو منه خذ الثمرا
فالكف يوليك يوم الجود وبل ندى ... والروض قم واجن من أوراقه دررا
كلاهما فاق هذا في جمال هدى ... من العلوم وهذا في جمال قرى
فالكف يغبطه طبع الكرام عطا ... والروض يحسده في السحر من سحرا
فكان بينهما عندي بواحدة ... فرق إذا ما أعاد العاقل النظرا