للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعجزات دلائل. واختراعات دقيقة، ومداعبات رقيقة، ومنظومات رشيقة. ترتاح لها الخواطر، وتنظمها نظم الأساور بالخناصر.

فمن مكنوناته، ورائق مخزوناته: رسائله مع شروحها في الأصول وآداب البحث والعقائد، بألفاظ كاللآلي ومعان كالفرائد.

وقد هذبها ونقحها، وضوعها وفوحها.

وكان رحمه الله مأنوس الربع لكماله، حديد الطبع لجلاله.

يدعي في العلم الوحدة، وموت الفضائل بعده. ولهذا على ما بلغني إذ أني لم أره، وقعت وحشة بينه وبين الوالد، ما كدرت به المشارب وغيرت الموارد. ثم لذلك سافر إلى دار السلطنة، والأجل قد أخذ زمامه وجذب رسنه، فانمحت تلك الحسنة، في تلك الأمكنة.

وهناك اختطفته يد المنية، وسلبته الأمنية. فهو وديعة في تلك الأرض، إلى يوم الجزاء والعرض. وعليه الدهر انشد، في قلب حزين مكمد.

إن أنت أحببت أن تلقى ذوى أسف ... على فقيدهم فاحلل بنادينا

لا عين إلا وقد باتت مؤرقة ... له ولا قلب إلا بات محزونا

فمن آثاره الزاهرة، التي هي بأنواع المعارف ناظرة قوله:

لم يحظ قلبي من طرفي له لحظاً ... إلا على أسهم صيرته حرضا

وجمرة الحسن منذ شبت بوجنته ... شبت بمهجتي الحراء نار لظى

يا ويح من بهواه صار مفتتناً ... لو كان يعلم ما لاقيت لا تعظا (١)

كم بت ليلي وأجفاني معلقة ... بالزهر لا ارتجي إلا بلاغ رضا


(١) في الاصل لا تعضا

<<  <  ج: ص:  >  >>