هذا المعنى لطيف، وفي بابه ظريف. إلا أنه قد سبقه ابن
قلاقس (١)، وأتى بما هو البديع ... الغريب، وأخذ منه النصيب وأي
نصيب، وأورده في قصيدة أولها:
رد الركاب لأمر عن في خلدي ... وسمه في بديع الحب ترديدا
وقف أبثك مالان الحديد له ... فان صدقت فقل هل صرت داودا
والبيت المطلوب منها قوله:
حلت عرى النوم عن أجفان ساهرة ... رد الهوى هدبها في النجم معقودا
وهذه القصيدة غريبة في بابها، منها في حسن التخلص إلى مديح ابي منصور محمود:
مالي ومال القوافي لا أسيرها ... إلا وأقعد محروماً ومحسودا
أسكرتهم بكؤوس المدح مترعة ... ولم أنل منهم إلا العرابيدا
سمعت بالجود مفقوداً فهل أحد ... يقول لي قد وجدت الجود موجودا
الحمد لله لا والله ما نظرت ... عيناي بعد أبي المنصور محمودا
*** ورأيت للصفدي قصيدة على هذه القافية وقد التزم فيها التجنيس وأتى ببعض أنواعه وهي قوله:
حرص العذول على السلو وحرضا ... فغضضت عنه وفي الحشا جمر الغضا
(١) نصر الله بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي ابو الفتوح الاعز المعروف بابن قلاقس الاسكندري الازهري، شاعر نبيل من كبار الكتاب المترسلين ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وتوفي سنة سبع وستين وخمسمائة ترجمته في خريدة القصر قسم شعراء مصر ١/ ١٤٥ وكتاب الروضتين ١/ ٢٠٥، ابن خلكان ٤/ ١٥٢، ارشاد الاريب ٧/ ٢١١ ودائرة المعارف الاسلامية ١/ ٢٢٤، والبداية والنهاية ١٢/ ٢٦٩ وبركلمان التكملة ١/ ٤٦١ والاعلام ٨/ ٣٤٤.