أيا مالك الدنيا ومالك رقها ... لانت لدين الله قد جئت مسعدا
حميت حمى الإسلام من كل ملة ... فأضحى بك الدين الحنيف مشيدا
بك الملة الغراء نارت وأزهرت ... وقد عاد دين الشرك بالكفر أسودا
بك اعتزت الإسلام بعد خمولها ... وصار بك الشرع الشريف مؤيدا
بك انتصرت أهل الشريعة والهدى ... وحازت فخاراً لا يبارى وسؤددا
فيا ملكا نار الوجود بجوده ... وأحيا موات المكرمات وأنجدا
أيا ملكا حاز السعادة مرضعا ... ونال من الإقبال ما لن يحددا
أيا ملكا قد حاز كل جلالة ... وكل وقار كاد أن يتجسدا
لقد أذعنت كل الملوك مهابة ... لحضرتك العلياء إذ كنت مقتدى
سبقت الالى جداً وعزماً وهمة ... وفضلا وعلماً جل أن يتعددا
وإن كنت من حيث الزمان مؤخرا ... تقدمتهم ملكا ومجداً ومحتدا
*** رأيت للمحبي صاحب النفحة (١) أبياتاً في هذا المعنى وهي قوله من قصيدة:
ولئن تأخر عمره عنهم فما ... هو في سبيل المجد بالمتأخر
ليس الزمان بموجب تفضيلهم ... فسميه المختار آخر منذر
والطل قبل الوبل والأسفار من ... قبل الضحى والخلد بعد المحشر
وتجيء فذلكة الحساب أخيرة ... لتكون جامعة العديد الاوفر
***
(١) المحبي: محمد أمين بن فضل الله بن محب الله بن محمد محب الدين بن ابي بكر تقي الدين ابن داود المحبي الدمشقي والمتوفي سنة ١١١١ هـ وكتابه «نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة» تذييل كتاب الشهاب الخفاجي «ريحانة الالبا» طبعت بتحقيق عبد الفتاح محمد الحلو. انظر ترجمته في الكتاب المذكور.