للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا وقد أرسلت له ما جال في الخاطر الفاتر، مع اعترافي باني قليل البضاعة، وكاسد في هذه الصناعة. فالمرجو القبول، فانه القصد والمأمول.

*** فوصلتني الرسالة الثانية، وأنا عن العزم إلى طريق الجواب ثانيا، إذ الأولى لم اصح من خمارها، ولم افق من سكر سبقها في مضمارها وهذه المنحة الأخرى، والآية الكبرى، والصباح الذي أرسل أمامه فجرا. وقد نثر في هذه الصحيفة لآل (١)، وأثبت معارفا وكمال.

وأظهر فنون، تعجز الظنون، وتبهر العيون. وزف عروسا تهزأ بالشموس، وترتاح بسماعها الآذان والنفوس. فهي بكر عربية، وعذراء بدوية، كالشمعة المضية. أعربت عن إعجازها بإيجازها، وقد أنجدت وأغارت، ولم تسر شمس حيث سارت.

ولكن المودة هي التي دعتني، وفي هذه الورطة اوقعتني، فأجبته في الحال، على طريق الارتجال، مع علمي بأنه فارس المجال، بقولي:

وافي كتابك يا مولاي في الظلم ... فافتر مبتسماً عن رايق الحكم

فصرت مفتكراً في نظمه أمداً ... رأيته بين منهل ومنسجم

فجوهر اللفظ قد صيغت محاسنه ... في سمط عقد سما كالدر في الكلم

آيات تهذيبه لو كان يبصرها ... قس بن ساعدة في غمضة الحلم

أو أحمد ابصرا من صنعها عجبا ... أما السجود فما قولي بمتهم (٢)

راقت ورقت وكانت بنت ليلتها ... وشاحها النجم عقد غير منفصم

أما المعاني لا تحكي محاسنها ... لطافة قسما بالنون والقلم


(١) في المخطوطتين: لئال.
(٢) يريد باحمد: ابا الطيب المتنبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>