للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكيف تحكى وكادت أن تكون لنا ... بدراً من الأفق أو ناراً على علم

وحق أن تتلقى بالقبول وأن ... تكون فخراً لأهل الفضل كلهم

وقد أتت بمراء من شمائلها ... مشحونة بوداد من أخي كرم

مهذب القول لولا أنه أذن ... يصغي إلى قول واش بالنفاق سمي

فريد عصر روينا من فضائله ... آيات فضل سمت في سائر الأمم

هو الأديب اللبيب البارع السند الصافي ... السريرة والأخلاق والشيم

ألقيت مذ سبكت تلك القوافي في ... أعجاز لفظك في در من الحكم

عصا التفنن والتسليم ليس رضا ... لكن لئلا يجازي النور بالسخم

فان ألفاظك اللائي نثرن لنا ... تلك الدراري سمت بالفضل من قدم

يحق للحور أن تنظم جواهرها ... في جيدها عوضا عن كل منتظم (١)

لا زال بابك باباً للوصول إلى ... نيل العلا مقصداً للجود والكرم

ما رنحت عذبات البان ريح صبا ... واطرب العيس حادي العيس بالنغم (٢)

مولاي، أما القرطاس فكاد أن يشتعل ضراما، وأن يكون عذابه غراما، حتى قال فم القلم يا نار كوني بردا وسلاما، فإني ألقي إلي كتاب كريم، واجب الترحيب والتكريم. فمتعت النظر في تلك الرياض والنعم، حيث هبت من نحوه نفحات طيب وكرم. فلم أدر منام، أم طيف أحلام. أم قرب بعد النوى، أم حبيب أتى وما ارعوى. فإذا هو كتاب كريم، أشرق بدر فضله في سماء الكمال، فخلع علي برود المسرة من أوج السعادة والإجلال، حيث غاص في قعر بحار المعارف فخرج أخضر (٣)


(١) جزم الفعل تنظم وحقه أن ينصب ليستقيم له الوزن
(٢) هذا البيت لم يذكر في ب
(٣) في المخطوطتين: احضرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>